Page d'accueil Notre spiritualité
Marie Dans Notre Vie
Marie Dans Notre Vie

أعجوبة الشمس والظهور الأخير للطوباويَّة العذراء مريم والدة الإله، سيِّدة فاطيما – البرتغال 13 تشرين الأول 1917

«عن قليل أزلزل من أجلِها السماء والأرض» (حجاي 2: 7) حدثَ آنذاك لمدَّة عشر دقائق متتاليَة، أن شهِدَت الجماهير علامة، وكأنّها من علاماتِ نهايةِ العالم التي كشفَ عنها الرَّبّ يسوع المسيح.

1 - المرحلة الأولى:
أخذت الشمس فجأةً، ولأوَّلِ مرَّة في التاريخ، تهتَزُّ بشدَّة وتدورُ على نفسِها كدولاب ناريّ وبسرعة فائقة، وتُرسِل في جميع الإتجاهات خيوطًا من النُّور، صفراء وخضراء وزرقاء وبنفسجيَّة. وأضطربَ الجمهور. وصعِدَت منه صرخَة مدويَّة. واصطبغَت الطبيعة وما عليها من نباتٍ وبشر بنفس ألوان الشمس، لما يقارب الدقيقتين أو الثلاث.

وطيلةَ هذه المرحلة منَ الأعجوبَة كانت عيونَ الأطفالِ الثَّلاثة لا تفارقُ السيِّدة. ولدَى اختفائُها، ظهرَت لهُم العائلَة المقدَّسَة. فإلى اليمين، بانَت العذراء سيِّدة الورديّة بثوبٍ أبيض ومِعطَفٍ أزرَق، وكانَ وجهُها أسطَع منَ الشمس. وإلى اليسارِ، ظهَرَ القدِّيس يوسُف بأرجوانٍ أحمر، ومعَهُ الطّفل يسوع بعمرِ سنة أو سنتين، وأخذَ يرسُم إشارةَ الصّليب مباركًا العالم.

لقد رأَت لوسيا، بالإضافَة إلى ذلِكَ، العذراءَ نفسها تبارِكُ العالَم: عذراءُ الأوجاعِ ولكِن بلا سيف يخرق صدرها. ثمَّ شاهدَت صورة نصفيَّة للسَّيِّدِ المسيح وهو يرتَدي ثوبًا أحمَر، وما لبِثَت أن برزَت سيِّدة جبَل الكرمَل متَّشحة بالثوب الكرمَلي المقدَّس، وبيدها تحمل الثوب وكأنَّها تريد أن تعطينا إيّاه.

2 - المرحَلة الثَّانيَة:
توقَّفَ الكوكَب عن الدَّورانِ ما يُقارِب الدّقيقَة، وبانَ لامعًا للغايَة. ثمَّ تابَعَ الإضطراب وإرسال الأَشعَّة الناريَّة بجلالٍ وأُبّهَة كالسّابِق.

3 - المرحلَة الثّالثة:
توقَّفَ الكوكَب عن الرقص للمرَّة الثَّانيَة، ثمَّ تابَعَ تموُّجَه وإرسال الأشعَّة الناريَّة اللاَّمعَة. وأمَّا الجماهير فكأنَّها كلّها قد أُصيبَت باختطاف، وكانت تراقِب الحدث العجيب بصمت رهيب. وفجأةً لمحوا الشمس تصطبغ بلونِ الدّم، وتنشطِر إلى شَطرَين، وتنفصِل عن الجلَد، وتهوي عليهِم مُرسلَة أشعَّة أكثَر حرارة، وكأنَّها تريدُ أن تُلهِمَهم. وإذ بصراخِهِم يرتفِع نحوَ السماء: «أعجوبة… إنّي أومِن بالله… السلام عليكِ يا مريم، يا ممتلئَة نعمة… رحمتُك يا الله… » وكانَت هذه العبارة أكثرُ العبارات تردُّدًا على شفاهِ الجماهير، وقد كانوا كلّهم جاثين في الوَحلِ، ويتلونَ «فِعلَ النَّدامَة».

ولكِن يا لِلعجَب! لقَد توقّفَت الشمسُ عن الهبوطِ وأخذَت تصعَدُ متموِّجة. وما لبثَت أن احتلّت مكانَها في السماءِ، فصفا الجوّ وكأنَّ الشمسَ قد اتمّت مهمَّتها. فتنفَّسَ الجميع الصّعداء، وأخذوا يتلونَ «قانونَ الإيمانِ». وكانَ بينَ الحضورِ شيخٌ ملحد. وإذا بهِ يهتِفُ: «أيَّتها العذارءُ القدِّيسة… أيَّتها العذراءُ المباركة…» ثمَّ اغرورقَت عيناهُ بالدّموعِ. فتابَع هتَافَهُ: يا سيِّدةِ الورديَّةِ. أَنقذي البرتغال. كانت السَّاعة تشيرُ إلى الثَّالثة من بعدِ الظّهرِ. حسبَ التّوقيتِ البرتغالي.

ولمّا صحا المشاهِدونَ من ذهولِهِم، إذا بثيابِهِم القَذِرَة المبلَّلة، تجِفّ وتنظَف. وإذ أخذوا يصِفونَ انطباعاتِهِم، جمَعوها كلّها في عِبارةٍ قصيرة: : «لقد رأينا علامة الله».
يا سلطانة السماء، صلّي لأجلنا.

إنَّ الله تعالى، سيِّد الكَون، يسيِّره بموجَب قوانين ثابتَة وضعَها هو، لكنَّه يحتفِظ بحقّ التبديل في هذه الأنظمَة حسبَ مشيئتِه. ففي فاطمة، أعطى هذا السلطان للعذراءِ، أمَّ ابنهِ الإلهيّ.

وفي العهدِ الجديدِ، كانَت الشمسُ قَد أظلَمَت أمامَ مشْهَدِ الجُلجُلَة، والمَسيحُ مسمَّرٌ على الصَّليبِ. وفي آخرِ العالم لَن تُعطى للشمسِ ضوءًا، كما قالَ المسيح. وها إنَّ الشمسَ هنا تُشارِكُ العذراءَ في ظهوراتِها، كما لو كانت تُريدُ أن تُبَرهِن عن استعدادِها لخدمَةِ سيِّدَتِها، كما جاءَ في التوراةِ، في كتابِ النّبي باروخ: «إنَّ النّجومَ أشرقَتْ في محارسِها وتهَلَّلَت، دعاها فقالَت نحنُ لدَيكِ وأشرَقَتْ متهَلِّلَة للذي صنَعَها» (3: 34).

رأى الجميعُ الشمسَ والأرض، وإذ هما يتابعان سيرَهُما الطّبيعي. لمَّا انتهَت أعجوبَةُ الشمس، شعرَ الجميعُ برغبَةٍ شديدةٍ في رؤيةِ الرّعاةِ الثَّلاثَة، ولمسِهِم ومحادثَتِهم. وأمَّا الذين عاملوهُم بقساوَة إلى اليومِ، فأخذوا يستغفرونَهم. وكادَت الجماهيرُ المتزاحمَة حولَهم تخنقهُم، غيرَ أنَّ رجلاً لطيفًا، خطفَ هياسنت وحملها إلى أهلِها، بينما استطاعَ فرنسوا وحدَه أن يشقَّ لنفسِهِ طريقًا. أمَّا كاتبُ العدلِ، «كارلو ميندس»، وكانَ الله تعالى قد حباه بقامةٍ هائلة. فقد سحبَ لوسيا من بينِ الجماهيرِ وكادَت تختنِق، ووضَعَها على أكتافِهِ وسارَ بها. وإذا بِها مِن على هذا العرشِ الفريدِ تصرُخ بالجماهيرِ: «توبوا، إنَّ العذراءَ مريم تطلب منكُم أن تتوبوا، وإن أرتدَدْتُم فإنَّ الحربَ ستنتَهي. وإذا بصوتٍ يبتدىء ترنيمةُ «السلامُ علَيكِ يا سلطانة»، فاشتركَت معه الجماهير.

فقدَت لوسيا من شدَّةِ الإزدحامِ مشبَك شعرِها، وغطاءَ رأسِها الذي أعدَّتهُ لها أمُّها بهذِهِ المناسبة، بالإضافَة إلى أنَّ بعضَ النساءِ أخذنَ يقطعنَ خصلاً مِن شعرِها وأهدابَ ثوبِها.

حضَرَ المشهَدُ مديرُ مقاطعة أورم، فهتفَ وقد خابَ أملَهُ: «لقد انتصرَت السماء». وأضافَ السيِّد «ألميدا»: «إنَّ السماءَ أقوَى منَّا».

في هذا الظّهورِ الأخيرِ لسيِّدَة الورديَّة المقدَّسَة، أبرزَ اللهُ تعالى قدرتَهُ بشكلٍ عجيب، في اليومِ والسّاعة الذين سبقَت وحدَّدتهما السيِّدة، وهكذا يتَّضِح لنا الأسماء الثلاثيَّة للطوباويَّة مريم العذراء والدة الإله، وهي:

سيِّدَة الورديَّة المقدَّسة – سيِّدَة الأوجاع – سيِّدة الكرمَل.
- في ظهورِها مَع القدِّيس يوسُف والطِّفلُ يسوع، تُفهِمُنا البتول القدِّيسة مريم سيِّدَة الورديَّة المقدَّسة، سعادَةَ الحياة الخفِيَّة في اللهِ، وهذا هوَ سرُّ الفرَح.

- في ظهورها برزت عذراءُ الأوجاعِ ولكِن بلا سيف يخرق صدرها. ثمَّ شوهدَت صورة نصفيَّة للسَّيِّدِ المسيح وهو يرتَدي ثوبًا أحمَر أرجوانيّ. في هذا تدعونا الطوباويَّة العذراء مريم، سيِّدَة الأوجاع إلى التَّوبَة والتّفكير، وتقوِّينا في مقاصِدِنا الجديدَة، وهذا هو سرُّ الحزن.

- في ظهورها ما لبِثَت أن برزَت الطوباويَّة العذراء مريم، سيِّدة جبَل الكرمَل، متَّشحة بالثوب الكرمَلي المقدَّس، وبيدها أيضًا تحمل الثوب المقدَّس متَّجهة نحونا وكأنَّها تريد أن تعطينا إيّاه. في هذا المشهد الثالث من الظهور نفسه والأخير، تُساعِدُنا أخيرًا العذراء مريم سيِّدَة الكرمَل على السَّيرِ بإتِّجاه الحياةِ الأبديَّة، التي نخطوها نحوَها خطواتِنا الأولى ابتداءً من هذه الأرض، مجدّدين مواعيد معموديتنا بلبسنا المسيح الإله في داخلنا، ، وهذا هو سرُّ المجدِ.

والآن يجدُرُ أن نذكُرَ نبوءتَين تفوَّهت بهما جاسينتا: فيومًا بينما كانَت وحدَها بالقربِ من البِئرِ في حظيرةِ مارتو إذا بها تصرُخ: «يا لوشيا، يا لوشيا، هلْ رأيتِ الأب الأقدَس؟

لوشيا: الأب الأقدَس؟ كلاَّ…
جاسينتا: لا أدري لماذا؟ فإنِّي رأيتُهُ في بيتٍ واسعٍ، جاثيًا أمامَ طاولةٍ صغيرةٍ، ورأسُهُ بينَ يدَيهِ وهوَ يبكي. وفي الخارجِ كانَ حشدٌ كبيرٌ من الجماهيرِ حتّى لقد تمادَى بعضُهم ورماهُ بالحجارةِ وآخرون رشقوهُ بالتعابير والكلامِ البذيء. مسكينٌ هوَ الأب الأقدَس.إنَّهُ هو الذي أوصَتنا بهِ العذراءُ، ويجب أن نصلّي كثيرًا من أجلِهِ».


هذا وإنَّ الأطفالَ الثلاثة كانوا جدًّا متعلّقين بالأب الأقدَس. فكانوا يضيفونَ بعدَ كلّ مسبحة ثلاثَ مرَّاتٍ «السلامُ عليكِ يا مريم» على نيَّتِهِ.

ومرَّة أخرى، بينما كانوا يتلونَ صلاةَ الملاكِ إذا بهياسنت تدعو لوشيا، وتقول لها: «أنظري، هلْ رأَيتِ طرقًا كهذه، وممرّاتٍ وحقولاً فيها هذا العدَد الغفير من البشَر، الباكين جوعًا وبردًا، لأنّ ليس لهُم ما يأكلون؟ وهلْ رأَيتِ الأب الأقدَس في كنيسة أمامَ سلطانة الحبَل بلا دنس يصلّي؟ وعددًا غفيرًا من الناس يصلّون معَهُ؟».

Le Prophète Elie

La Règle Du Carmel

Marie Dans Notre Vie

L'oraison