(من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟) مر 16 \ 3


كتابة الأب عبود عبود الكرملي


تقول لنا الليتورجيا البيزنطية في طروباريَّة القيامة: "سبقتِ الصبح اللواتي كنَّ مع مريم، فوجدن الحجر مدحرجًا عن القبر، وسمعن الملاك قائلاً لهنَّ: لِمَ تطلبن الذي هو في النور الأزلي مع الموتى كإنسان؟ أنظرن لفائف الأكفان، وأسرعن واكرزن في العالم بأنَّ الرَّبَّ قد قام وأماتَ الموت، لأنه ابنُ الله المخلّص جنس البشر".

بكّرت النسوة صباح الأحد. كنّ تردن القيام بكل ما يمكنهنّ ليظهرن مدى إهتمامهنّ بيسوع. كل واحدة منهن كانت لها وقفة خاصة وذكريات خاصة معه، فجمعهن همٌّ واحد وهُنَّ في طريقهن نحو القبر: "من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟"..

من ذا الذي سوف يستطيع أن يجمعهنَّ من جديد مع يسوع؟ من سيزيل الحواجز التي تفصلهنَّ عن لقاء الحبيب؟

نحن أيضًا، كثيرًا ما نشبه تلك النسوة. يقف بيننا وبين يسوع الكثير من الحجارة والعوائق التي تمنع لقاءنا به. في ذلك الصباح كانت النسوة تحاولن الدخول إلى القبر، أما نحن فأحيانًا ما نكون مغلقين على ذواتنا داخل قبر مشاكلنا وهمومنا. ليس مهمًا من قد دحرج ذلك الحجر، فما هو مهم: هو اللقاء ... اللقاء مع القبر الفارغ. كتبت القدِّيسة تريزا بنديكتا للصليب الكرمليَّة الشهيدة – إديت شتاين: "حالكٌ هو ليلُ القبر. غير أنّ الجراحات المقدّسة ساطعةٌ تخترقُ الحجرَ وتدحرجُه. من ليل القبر الحالكِ، يطلُع جسدُ ابن الإنسان القائم من الموت متوهِّجًا مضيئًا".

نعم لقد فرغَ القبر ليمتلىء العالم، فرغَ القبر لتمتلىء القلوب. السعي لإيجاد المسيح القائم، سواء في ظلمة قبورنا أو في نور العلية، يجب أن يكون هدفنا دائمًا. كما النسوة، علينا السعي للقاء الحبيب وجهًا لوجه. لا يكفي أن نعرف "أنه لا شيء يستطيع أن يفصلنا عن محبة المسيح" (رومة8/35)، بل يجب أن نصمّم على أن لا نسمح لشيء أن يفصلنا عن هذا الحب، لا حجر - مهما كان كبيرًا - ولا قبر مهما كان مظلمًا. يقول أبينا القدِّيس يوحنَّا للصليب الكرمَلي: "الحُبُّ لا يقوم على الإحساس بأمورٍ عظيمة، بل على التعرِّي الكُلّي والتألُّم من أجل الحبيب ... النفسُ السائرة في طريق الحُبّ، لا تُتعِبُ ولا تتعَبْ".

إنَّ عزمنا لإيجاد يسوع غالبًا ما يدفعه هو لأن يسعى للقائنا كما فعل مع التلاميذ بعد القيامة. فهلمّوا نرافق النسوة إلى القبر، فهناك نجد القائم من بين الأموات. لنُحضر معنا، بدل الزيوت والطيوب، مشاكلنا وهمومنا وأوجاعنا. فهناك تبدأ الطريق.

إنَّ الموت الذي كان النهاية، ما لبث أن تحوَّل مع المسيح إلى بداية حياة جديدة، حياة حبّ أبدية. قالت القدِّيسة مريم ليسوع المصلوب الكرمَليَّة: "مَن يستطيعُ أن يقولَ أنَّ أحدًا مثلَكَ أنتَ القادرُ على كلِّ شيءٍ، يتنازلُ وينظرُ إليَّ. إنّي أريدُكَ أنتَ وحدَكَ يا إلهي، أنتَ كلُّ شيء، يا إلهي أنتَ أبي وأمّي وفيكَ وحدَكَ أستريحُ وأحيا. أشاركُ يسوعَ في إخلاءِ ذاتِهِ من أجلِ البشر، متحدةً بصمتِهِ وبآلامِهِ وحبِّهِ على الصليب، لأنعمَ معَهُ بفرحِ القيامة. يا إلهيَ الحيّ، أودُّ أن يكونَ لي قلبٌ أكبرَ من الأرضِ والبحرِ لأحبَّكَ بهِ".

وهكذا مع إشراقة شمس المسيح على حياتنا، لا نستطيع إلاَّ أن نعلن مع الكنيسة المقدَّسة بأسرها سرّ قيامته قائلين ومنشدين: "المسيح قام من بين الأموات، وغلب الموت بالموت، ووهب، الحياة للذين في القبور".

Liturgie

Icônes Carmélitaine

Vocation

Neuvaine

Prions avec Thérèse de Jésus

Rosario

Avec le Pape

Etude Bibliques

Prière et Méditation

Vive le Carmel

Chemin de Croix (Via Crucis)

Homélie

Chapelet du Saint Esprit