تكريس الجنس البشري ليسوع المسيح الملك
(عيدهُ في الأحد ال34 من الزمن العادي للسنة الليتورجيّة)
يا يسوعُ الكليّ العذوبة، يا فاديَ الجنسِ البشري، أنظر إلينا نحن المنطرحين بكلِّ اتّضاع أمام مذبحكَ. إنَّنا خاصّتُك. ولكي نتَّحدَ بكَ اتحادًا أوثَق، فها إنَّ كلاًّ منّا يكرِّس ذاتَه اليوم برضًى لقلبكَ الأقدس. إنَّ كثيرين لم يعرفوكَ أبدًا، وكثيرون قد ازدرَوا وصاياكَ وأنكروكَ. فيا يسوع الرَّحوم، إشفق علينا، واجتذِبْنا جميعًا إلى قلبك الأقدس.
كن ملكًا، يا ربّ، ليس فقط على المؤمنين الذين لم يبتعدوا عنك قط، بل أيضًا على هؤلاء الذين تركوكَ، وهجروكَ، كالإبن الشاطر؛ امنحهم أن يعودوا سريعًا إلى بيت أبيهم لئلاَّ يَهلِكوا شقاءً وجوعًا.
كن ملكًا على الذين يعيشون في الضلال، أو فَصَلَهم عنكَ الإنشقاق: رُدَّهم إلى ميناء الحقّ وإلى وحدة الإيمان، حتى لا يبقى عمَّا قريب إلاَّ رعيةٌ واحدةٌ وراعٍ واحدٍ.
كن ملكًا على الذين لا يزالون تائهين في ظلام الوثنيَّة وعدم الإيمان بألوهيَّتك. ولا تأْبَ أن تجتذبَهم جميعًا إلى نور مُلككَ.
وأخيرًا أنظر بعين الرَّحمة إلى أبناء ذلك الشعب الذي اصطفيتَه في سالف الأيام. فلينزل عليهم أيضًا دمُك الذي كانوا قديمًا يطلبون أن يسقط على رؤوسهم، ولكن فلينزِل عليهم الآن لتطهيرهم وإحيائهم وافتدائهم.
أنعم، أيُّها السيِّد، على كنيستكَ بحريةٍ حقيقيةٍ. إمنَح جميعَ الشعوب النظامَ والسَّلام، وهَب أن يُرفَعَ من أقاصي الأرض إلى أقاصيهَا ومن جميع الأفواه هذا الهتاف: "ليُسبَّحِ القلبُ الإلهيّ الذي به نِلنا الخلاص! ليُعظَّم وليمجَّد مدى الأجيال!". آمين.