من أقوال الطوباويّ الأب ماري-أوجين للطفل يسوع الكرمَلي
- "لو أنَّنا نَعِي عَظمَة رسَالتِنا في قلبِ هذا العالم، بالمحافظة على هويَّتنا الرهبانيَّة وتقاليدِها، مع كل ما تتطلّبهُ: "كالثوب، والمأكل، والكلام، والسيرة الذاتيَّة، وحياة الصلاة والتأمّل،...". لأنَّ عصرنا اليوم متعطّشٌ إلى الله، وجائعٌ إلى الله. هذا الجوع لا نتحسَّسه في النفوس فقط، وفي العيون، بل نتلمَّسه لدى المستمِعين عندما نحدّثهُم عن الله. ماذا يطلبون منّا؟ تعرفون كما أعرف أنا: "أن نحدّثهم عن الله"، وإلاَّ فلنَعُد مِن حيثُ جِئْنَا...".
"عندما يُحاسبُنا العالم على ما نعيشُهُ اليوم كمُكرَّسين في قلبِ أمِّنا الكنيسَة، تكثُرُ الأدِلَّة لدينا لِنُخفي بهَا عيوبنا، وفظاعَة أعمَالِنا، عبر استعمَالنا لأجوبةٍ وعباراتٍ تتمَاشى مع تطوّراتِ العصر. نعم، نحنُ مدعوون إلى الإنفتاح على عالم اليوم، مدعوون لِنَلِدَ الله السَّاكِن فينا، مُظهِرين جمَالَ صورتِهِ التي لبسناها في المعموديَّة، فتتجلَّى عظمَة دعوتِنا في حياةٍ مُكرَّسةٍ ملؤُهَا "الله وحدهُ" لا سِواه".
- "عندما خلقنا الله ، نظر إلينا على مستوى محبّته الحميمة لنا؛ فإذا كان قد دفع بنا إلى العالم، فذلك من أجل أن نعودَ ونصعد إليه، إلى حيث وضعنا في الجسد السرّي للمسيح، وفي حياة الثالوث الأقدس".
- "نحن نشاهد جمال الله؛ وبهذه المشاهدة نتحوَّل من ضياء إلى ضياء حتى نتمَاثلَ مع كلمةِ الله نفسه".
- "الله سَيَلدُ دائمًا، والروح القدس ينبع دائمًا، وانبثاق الحبّ سينبع دائمًا من الآب والابن، دائمًا، ودائمًا...والله هو سعيدٌ دائمًا، وهو مغتبطٌ إلى ما لا نهاية (...) إنه فرحٌ هادئ، وفرحٌ منتصر، وسعادةٌ لا شيء يُنهيها، وفرحٌ هادئ".
- "إنَّ تسامي الله موجود، فليس لنا أن نتنكّر له. لكن مع ذلك، ليس بإمكاننا أن ننظر إليه، وأن نفهمَ شيئاً عنه؛ ويسرّ الله أن يعطينا، عن تساميه، بعضًا من الاختبار والمعرفة. فالتطلّع يستطيع، بل يجب أن يصبوَ إلى معرفة الله في ذاته. (...) ونستطيع بل يجب أن نرغبَ في معرفته بواسطة الإيمان".
- "ليست الحياة المسيحيَّة حياةً أخلاقية، وحسب، ولا تقوم على تجنّب هذا العمل أو ذاك؛ بل هي تتضمَّن، على الأخصّ، عملَ كلّ ما هو إيجابي. (...) فطاقاتنا الحياتيّة المسيحيّة هي النعمة، وهي أن نكون أبناءَ الله، وبالتالي، أن نعمل، هنا على الأرض، ولو بطريقة ناقصة لكن حقيقية وبالإيمان، وظيفتَنا كأبناء لله. هذه الوظيفة تقوم على أن نتَّحِد بالله، ومع الله الآب نتنفَّس الحبّ، وكما يقول أبينا القدّيس يوحنا الصليب، أن نتنفَّسَ الروحَ القدس. هذه هي وظيفتنا الأساسيّة".
- "الكمال المسيحي مستقلّ عن كلّ الأنمَاط المألوفة، وعن كلّ الطرائق البشريّة، وعن كلّ الاكتمالات الطبيعيّة، المحسوسة والذهنيّة، أو حتى تلك التي ترتبط بنظام أخلاقي. والكمال، بالنسبة إلينا، الكمَال المسيحي، هو البلوغ إلى الله. كمالنا هو في الله، وهو الإتحاد بالله، وبالتالي، هو التوسّع في نعمة معموديتنا. وهو ليس في مكان آخر؛ وليس، هناك، من كمال آخر سواه. فكلّ الأشكال، وكلّ الطرائق، وكلّ الوسائل، وكلّ المجاهدات يحب أن تقود إلى ذلك".
- "خلقنا الله أحرارًا وأعطانا إرادة حرّة، وهو يحترم حرّيتنا إلى أبعد الحدود. والله لن يقدّسنا رُغمًا عنّا، ومن غير رضانا".
- "الحبّ يكون متواضعًا، حتى عندما يكون في أَوْجِ قوّته، وذلك ليتمجّد من يحبُّهم".
- "المرسَل، كالمسيح يسوع، يتمجّد بروح الحبّ الذي يمتلكه. وشخصيّته الإنسانيّة تتمجّد وتنمو بذاك الروح وسلطانه عليه. فحواسّه تتطهّر، وعقله يُصفّى، وإرادته تتوطّد، ويستقر فيه توازن إنساني شامل، ويظهر فيه نوع من هبة الكمال، تحت التأثير الخفيّ للحضور الإلهي".
- "عندما نعي نعمتنا بالمعمودية، وختمَها فينا، والنورَ الذي تعطينا، والآمال التي تمنحنا، يكون لنا مرساةً في نفسنا".
- "الشهادة التي يجب أن نحملها، هي، على الأخص، شهادة ما نحن عليه. إنها شهادة الحياة المسيحيّة، وحياة المسيح التي نحملها في ذواتنا؛ إنها شهادة الروح القدس الذي نستضيفه".
- "ليس أوَّل واجب للمُرسَل أن يكونَ بالضرورة، العمل (...) بل إن واجب الرسول الأول هو أن يعمل جيّداً، أن ينمّي نعمته، واتحاده بالمسيح، ليكون عمله، بحقّ، جيِّدًا، وعملَ رسول، أي أن يصير تعاونًا حميمًا".
- "على قدر ما يكون القدّيسون منجَذِبين بالحبّ، على قدر ذلك يكونون أقرب إلينا، لأن المحبّة، إذ تجعلهم إلهيِّين، تُدخلهم في أعماق الخطيئة، وهي ألم الإنسانية الأكبر".
