في دير مار الياس للكرمليِّين المعيصرة \ نهر ابراهيم، مزار الطفل يسوع – براغ
5 حزيران 2016
إجتمعَت جماعات الكرمَل العلمَاني في لبنان ضمن لقائِها السنويّ، يوم الأحد 5 حزيران 2016، في دير مار الياس للكرمليِّين المعيصرة \ نهر ابراهيم، مزار الطفل يسوع – براغ. تخلَّل هذا اليومُ السنويّ، برنامجاً تضمَّن: صلاة الصباح، تعارف، القدَّاس الإلهي الذي ترأّسهُ سيادةُ المطران بولس دحدح الكرمَلي، النائب الرّسولي لطائفة اللآتين في لبنان، وعاونه الرئيسُ الإقليمي للرَّهبانيَّة الكرمليَّة في لبنان الأب مخّول فرحا، والمرشد الإقليمي للكرمَل العلمَاني الأب هياف فخري، بحضور الآباء الكرمليِّين: جوزف شلالا رئيس الدَّير، الأب ميشال حدّاد والأب بنوا ريشا. بعد القدَّاس، كانت هناك كلمةُ ترحيب للرئيس الإقليمي، استُكمِلَت في حديثٍ حول أهميَّة عيش القانون والإلتزام به وكيفيَّة تطبيقه، ومن بعده كان هناك حوار مفتوح ومشاركة جماعيَّة. واختُتِم اللقاء بوثائقي خاص عن سيرة حياة القدِّيسة الكرمليَّة مريم ليسوع المصلوب بعنوان: "كرمليَّة من الشَّرق"، تحضيراً لزيارة ذخائرها إلى لبنان من 16 – 26 حزيران 2016
كلمة الترحيب للرئيس الإقليمي للرَّهبانيَّة الكرمليَّة في لبنان
الأب مخّول فرحا
في يوم الكرمَل العلماني، المعيصرة، 5 حزيران 2016
بدايةً يسرُّني أن أحيِّيكُم جميعًا بكلمَة الربّ يسوع لتلاميذهِ بعد قيامتهِ من بين الأموات: "السلام لجميعكم"، وأستقبلَكم في رحاب أحد أديار الكرمَل في لبنان، دير مار الياس ومزار الطفل يسوع براغ، هذان الإسمان يعطيان المعنى والأساس لروحانيَّة الرهبانيَّة الكرمليَّة في لبنان.
أوَّلاً: النبي إيليَّا الذي علَّمنا بكلمتهِ ومثالهِ وعملهِ، من خلال الوقوف
أمام الله الحي: "حيٌّ هو الله الذي أنا واقفٌ أمامهُ" بكلّ ثقةٍ وشجاعة، والربُّ الإله كان السّميعُ والمُجيب لهُ دائماً. بالعمل من خلال رفض الظلم والإستغلال من قبل الملكة إيزابيل والعبادة الباطلة والكاذبة... من أجل جذب الإنسان نحو ربّ الجنود، إله الحبّ والسلام، جاعلاً نفسهُ صوتاً لأولئِكَ الذين لا حَولَ ولا قوَّة لهُم ولا صوت، لكي يعبِّروا عن تلك المحبَّة لله والحقّ (1ملوك 17-19).
ثانياً: الطفل يسوع – براغ، الذي وعد الأخ كيرلُّس في القرن السابع عشر، بعد أن نظر الطفلُ يسوع، حسبما
يقول التقليدُ إلى إيمانهِ وتواضعهِ وتخشّعهِ وعبادتهِ، بالقول له: "بقدر ما تكرّمونني أفيضُ عليكُم نعماً"،
إرحمني وسأرحمُكَ، أعْطِنِي يديَّ وأعطيكَ السَّلام". هذا الطفلُ الذي أحبَّتهُ كثيراً أمّنا القدِّيسة تريزا ليسوع (الأفيليَّة) وكتبت فيه؛ وبنوعٍ خاص القدِّيسة الكرمليَّة الشابّة، تريز الطفل يسوع، التي حملت اسمَهُ وقالت: "كيف لي أن أخافَ إلهاً، أصبح طفلاً صغيراً لأجلنا".
أحيِّيكم بعزيمةٍ قويَّة وإرادة متجدِّدة، أنتم الذين دخلتُم رحابَ الكرمَل لأجل تقديس ذواتكُم والكنيسة. كما وأنَّه لم تعُدْ الموهبَة الكرمليَّة حكراً على الرّهبان والراهبات، لأنَّها عطيّةَ الله للكنيسة، وبالتالي يشارك العلمانيّون مشاركةً كاملة في جميع المواهب، وبما تحمله من قِيَمٍ وواجبات.
أحثّكم جميعًا، مسؤولين وأعضاءَ ومرشدين على العمَل في جوٍّ سليم، على تحقيق بيئةٍ تربويّة فاعلة ومحفّزة على التعلّم والتمييز، بحيث يتمّ إعدادُ طالبي الإنضمام إلى الجماعات إعداداً روحيًّا وعلميًّا، بطرقٍ ووسائلَ نفخرُ بها، بعيدةٍ عن الروتين والترهُّل والتعلُّق بالعادات البالية.
لذلك تقع على عاتقنا دائماً مسؤوليّةٌ كبيرة، قوامُها مضاعفةُ الجهود والعمل سويًّا على معالجَة مواطن الضعف وتحسين أداء الطلبة وتوفير الوسائل الضروريّة لتحسين البيئة التعليميّة والروحيّة من أجل رفع المستوى الروحي وزيادة عدد الإنضمام إلى الكرمَل العلماني ...
قول لكم أنتم الحاضرين هنا، أنتم المستقبلُ الواعد وبراعِم الأمل المُنْتَظَر الذي لا يتحقّق إلاّ بالإلتزام التّام بجميع الأنظمَة والقوانين التي تعلمتموها في هذه المدرسة، مدرسة الكرمَل والمعهد الكرملي للاَّهوت الروحي، أنتم السندُ والمرآة العاكسة لرسالة الكرمَل العلماني في قلب الكنيسَة المحليّة...الكرمَل يجب أن يكون بيتُكم الثاني الذي لا يتحقّق نجاحُه إلاّ بكم ولكم. وأنتم أيّها الملتزمون بالكرمَل العلماني سوف تنقلون إلى الخارج ما اكتسبتموه في هذه المدرسة وستكونون نوراً يسطع في الكنائس المحليّة والمجتمع وعَلَمًا من أعلام العلم والنزاهة والأخلاق والتقوى دون خوفٍ أو تردُّد. بارككم الرَّبّ، بشفاعة أمّنا العذراء مريم سيِّدة جبل الكرمَل. وشكراً.
أخوكم الأب مخّول فرحا الكرملي
الرئيس الإقليمي للرَّهبانيَّة الكرمليَّة في لبنان