مقدّمة
إنَّ إكرام الطفل يسوع الإلهيّ - براغ في الكرمَل، يعني التأمُّل في حبِّهِ اللاَّمتناهي للبشريَّة، إذ أنَّ السَّاكن في الأعالي، صار طفلاً وسكنَ بيننا، لهُ المجد.
إنَّ ما وردَ في التقليد، أنَّ هذا الإكرام يحتلّ مكانة خاصَّة في رهبَانيَّة الطوبَاويَّة العذراء مريَم سيّدة جبل الكرمَل، حيثُ بدأ مع النسَّاك الأوائِل الذين كانوا يسكنون في جبَل الكرمَل آنذاك، يتذكَّرون بحبّ، وإيمان، وتقوى، وتفانٍ، تلك الفترات التي كان يقضيها الطفل يسوع مع أمِّهِ ويوسف في ذلكَ المكان.
عندما انتشر الكرمليّون والكرمليَّات في أوروبا، نشروا فيها إكرامهُم للطفل الإلهيّ، وصولاً للعام 1550 وبشكل خاصّ، مع القدِّيسَة الكبيرة وملفانة الكنيسَة تريزا ليسوع الأفيليَّة، والقدِّيس يوحنَّا الصليب.
أمَّا في ما يتعلَّق بالطفل يسوع والقدِّيسَة تريزا ليسوع، تروي لنا عن لقائها بالطفل الإلهيّ في دير التجسُّد للراهبات الكرمليَّات الحبيسَات في أفيلا – إسبانيا، وكيف تراءى لها وهو يلقي عليها التحيَّة، كتبت تقول:
"لدى صعودي درج دير التجسُّد، تراءى لي الطفل يسوع الإلهي، فتعجَّبتُ لرؤيتي طفلاً في حصن الراهبات، وما شعرتُ بهِ حينها لا يوصف، فاقتربتُ منهُ بحُبٍّ مملوءً حناناً، فقلتُ له:
تريزا: "قل لي مَن أنت، كيف لي أن أساعدك؟"
أجابني: "مَن أنتِ؟"
تريزا: "قل لي ما اسمك؟ من أنت؟"
أجابني: "إنّي أقولُ لكِ، من أنتِ؟"
تريزا: "أنا تريزا ليسوع"
أجابني يسوع: "وأنا يسوع لتريزا"
حينها بكيتُ لرؤيتي إلهي، وربّي، وسيِّدي، طفلاً لهُ المجد".
". (تريزا ليسوع الأفيليَّة – الحوار، المرجع: دير التجسُّد للراهبات الكرمليَّات الحبيسات، أفيلا \ إسبانيا).
منذ ذلِكَ الحين، اعتادت القدِّيسَة أن تأخذ معها شخصاً صغيراً للطفل الإلهي، وفي كافَّة الأديرة التي كانت تصل إليها، كانت تخصِّص مذبحاً خاصاً للطفل يسوع، للصلاة أمامه وإكرامِهِ، تتركهُ لأخواتها الكرمليَّات الحبيسَات كهديَّة تذكاريَّة عند مغادرتها.
عدا الأناشيد الميلاديَّة التي كتبها كلّ من تريزا ليسوع، ويوحنَّا الصليب، وتريز الطفل يسوع والوجه الأقدس، وجميع قدِّيسي الكرمَل، كُتِبَت كلُّها لإكرام طفلِ بيتَ لحم. وهي للكرمَل اليوم، تقليداً وتراثاً، يرتِّلها الرّهبان والراهبات في أديرتهم طيلة زمن المجيء المقدَّس التحضيري، لاستقبال المخلِّص يسوع.
إنَّ إكرام الطفل يسوع في الكَرمَل، يعودُ بنا إلى السنوات الإثنتي عشرة الأولى من طفولتِهِ التي قضاها على الأرض، والتماس كافَّة النِّعم التي نحنُ بحاجةٍ إليها من الله، من خلال الإستحقاقات التي نالها يسوع أثناء تلك الفترة الممتدَّة على 12 سنة من طفولتِهِ.
واليوم تحمل رهبانيَّة الكرمَل في لبنان، ما ورثتهُ من النسَّاك الأقدمين وقدِّيسيها الكِبَار، هذا التقليد والتراث. إذ يُحيي رهبان الكرمَل والمؤمنون في دير مار الياس ومزار الطفل يسوع – براغ في المعيصرة \ نهر ابراهيم، إحتفالاً خاصًّا، يكرِّمون فيه تجسّد ربَّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح بيننا كلّ 25 مِن الشهر، تذكاراً لميلاده في 25 كانون الأوَّل، حسب البرنامج التالي:
السَّاعة 6:00 مساءً: صلاة المسبَحة، وطلبة الطفل يسوع.
السَّاعة 6:30 مساءً: القدَّاس الإلهي، يليه تطواف بالطفل يسوع.
صلاة: يا طفلَ السَّلامِ وصانِعَهُ، أعطِ عالمنا وقلوبنا السَّلام، لكَ المجدُ ولأبيكَ، وروحِكَ القدّوس، أنتَ الحَيّ المالك إلى دهر الدّهور. آمين.
أيّها الطفل يسوع، عبر شفاعَة العذراء مريم والدتكَ، أتوسّلُ مساعدتكَ لي في حاجاتي. // اقرأ المزيد
يَحمِلُ لنا التقليد الكَرملي تراثاً عميقاً حول أهميَّة إكرام الطِفِل يسوع. فبدايتهُ كانت مِن على جَبَل الكَرمِل مَع النسَّاك الأوائِل // اقرأ المزيد
أيّها الطفل يسوع، أتوسّل إليك بشفاعة العذراء مريم والدتكَ، وأطلب مساعدتكَ في حاجاتي. // اقرأ المزيد
يا يسوع الطفل الإلهي - براغ، يا أيّها المحبوب يسوع، أنتَ الذي قال بمحبّة: «إسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يُفتح لكم»،
// اقرأ المزيد
Seigneur Jésus,
nous te voyons enfant
et nous croyons que tu es le Fils de Dieu,
Divin Enfant Jésus, j’adore votre croix et j’accepte toutes celles qu’il vous plaira de m’envoyer.
more \\يَحمِلُ لنا التقليد الكَرملي تراثاً عميقاً حول أهميَّة إكرام الطِفِل يسوع. فبدايتهُ كانت مِن على جَبَل الكَرمِل مَع النسَّاك الأوائِل
// اقرأ المزيد