"نحن من ذريَّةُ الأنبياء القدِّيسين"
لَئِنْ كنَّا، نحنُ اللَّواتي يلبسنَ ثوبَ الكَرمَل المقدَّس،
ثوبَ أمِّنا العذراء مَريَم الكُليَّة القداسَة، مدعوَّاتٍ جميعَنا إلى التأمُّل والتطلُّع، فذلكَ كانَ مَنْشَأُنَا، ونحنُ نتحدَّرُ مِن هذه السُّلالة، مِن آبائِنا القدِّيسين أولئِكَ، في جبَل الكرمَل، الذينَ عاشوا في خُلوَةٍ صارمَة، محتقِرينَ العَالم أيَّ إحتقَار،
يَبحثون عن هذا الكنز، هذِهِ اللؤلؤة الثَّمينة التي نتحدَّثُ عنهَا.
لِنَرجِعْ بالذِّكرى إلى آبائِنا الأقدَمين:
أولئِكَ النُّسَّاك القدِّيسين الَّذينَ ندَّعي الاقتداءَ بحياتهِم.
ولِنَضَعْ نُصْبَ أعيُنِنَا مؤسِّسينَا الحقيقيِّين، هؤلاء الآبَاء
القدِّيسين الذينَ نتحدَّرُ منهُم؛ فنحنُ نعرفُ أنَّهم يتنعَّمونَ الآن مع الله،
بفضل طريق الفقر والتواضُع الذي اتَّبعوه.
أسمَعُ أحياناً قولاً عن مؤسِّسي الرهبانيَّات وهو
أنَّهم كانوا الأسَاس، فكانَ الرَّبُّ، بالتالي، يُولي
أسْلافَنا القدِّيسين أولئِكَ مِنَناً أعظَم ممَّا يولينَا وهذه هي
الحقيقة. على أنَّهُ ينبَغي أن ننظُرَ دائماً إليهم كأسَاسٍ للَّذينَ يأتون بعدهُم.
فإذا لم نسقُط، نحن الأحيَاء الآن، عن مستوى أسْلافِنا،
وإن لم يسقُط الَّذينَ يَخلِفونَنا، فإنَّ البنَاءَ يظلُّ راسِخاً.
فمَاذا ينفعُني، أنا، أن يكونَ أسلافي قدِّيسين، إذا صِرتُ مِن بعدِهم
في غايَة الحقَارة وأتركُ البنَاءَ ينتشِرُ فيه الفسَاد؟ وواضِحٌ أنَّ
الَّذينَ يأتونَ بعد غيرهم لا يَستذكِرون الذينَ قضَوا مِن
زمنٍ طويل كمَا يتذكَّرونَ الَّذينَ يُعَايشونهُم. ومِن الظريف
أن آسِفَ لأنّي لستُ مِنَ الأوليَّات ولا أنظُر الفرق بين حيَاتي
وفضَائِلي وحيَاةِ أولئِكَ الذين آتاهُم الله مِنَناً كبيرةً وفضائِلهم.
بَل على كلِّ واحدة منَّا، إذا رأت رهبانيَّتهَا تتسَاقط،
أن تسعَى لتكونَ حجراً يُعادُ بهِ رفعُ البنَاء،
والرَّبُّ سَيُسَاعِدُهَا في ذلِكَ. وأسألكُم، حبّاً بربِّنا، أن تتذكَّروا أنَّ كلَّ شيءٍ يؤُولُ إلى الزوال سريعاً،
وأن تقدِّروا المنَّةَ التي صنَعَهَا ربُّنا معَنا بالمجيءِ
بنا إلى هذه الرهبانيَّة المقدَّسَة، فإنّ العقوبَة
التي سيَلقاهَا من يَبُثُّ أيَّ تراخٍ ستكون كبيرةً.
ضَعُوا بالأحرى دائماً نُصْبَ عيونِكُم الذريَّةَ التي نتحدَّرُ منهَا،
ذريَّةَ أولئِكَ الأنبيَّاء القدِّيسين. مَا أكثرَ قدِّيسينا
في السَّماء الَّذين لبِسُوا ثوبَ الكَرمَل المقدَّس،
الذي نلبَسُهُ! فلنَفخَر فخراً مقدَّساً، بفضل الله، بأن نكونَ مثلهُم. إنَّ المعركَة زمانُهَا قصير، أمَّا الغاية فأبديَّة.
(أمّنا القدِّيسة تريزا ليسوع الأفيليَّة، المنازل الخامسة 1 ، 2 ؛ طريق الكمال 12 ؛ التأسيسات 14 ، 4 ؛ 4 ، 6- 7 ؛ 29 ، 33).
إن بداية الرهبانية الكرملية بدأت مع القانون الأول الذي أعطاه البطريرك البرتس الأورشليمي لنساك جبل الكرمَل. توجّه البطريرك من خلال هذا القانون الى جماعة من النساك ...
// اقرأ المزيدينقل الأب Florencio del Niño Jesus في كتابه Estudio historico-critico سنة 1924، عن Jacques de Vitry وهو كاتب معاصر لهذه المرحلة كان يتبوّء مناصب كنسية مهمة في كنيسة أورشليم، في مدينة عكا ما بين 1216 و 1228 ...
// اقرأ المزيدنشأت الحياة المكرسة في الكنيسة منذ القرون الأولى. والدافع الأساسي، الذي حمل بعض المؤمنين الى إعتناق حياة التقشق والإبتعاد عن العالم، كان تجسيد كلمة الإنجيل وإتباع يسوع المسيح في الحياة اليومية بالصوم والصلاة والتقشف والزهد ...
// اقرأ المزيد