ترتكز روحانيَّة رهبانيّة مريم العذراء سيّدة جبل الكرمل على العيش على الجبل المقدّس والمكوث في حضرة الله، وترداد ما ردَّدهُ النبي موسى على الجبل: "أرني يا ربّ مجدكَ" (خروج 18،33). إنها باختصار حياة عزلة، وصمت، ووقوف في حضرة الله، وتأمُّل، وصلاة، ومناجاة، وسماع صوت نسيم لطيف (1ملوك 12،19). إنها اختبارُ إنسانٍ أراد أن يعيش مع الله وحدهُ، ولله وحدهُ... وهذا من صميم دعوة الكرمليّين والكرمليَّات المبنيَّة على حياة صوفية متجذِّرة في الله والكتاب المقدّس.
هذه الروحانيَّة لها ملافنتها الكبار: القدِّيسة تريزا ليسوع الأفيليَّة (1970)، القدِّيس يوحنَّا الصليب (1926)، القدِّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس (1997). مما يدلّ بوضوح على سموّ وعمق تلك الروحانية الكرمليّة التي فرضت ذاتها على الكنيسة جمعاء، والتي تحمل في طيّاتها رسالة خاصة ومميّزة، رسالة تعليم الطرق التي تقود إلى الإتحاد بالله.