لويس وزيلي مَرتان – عائلة قدّيسين
كتابة الأب ريمون عبدو الكرمَلي
إنَّ الكنيسَة ترى في عائلة لويس وزيلي مرتان مثالاً حيًّا للعائلة المسيحيَّة المدعوّة لعيش الإنجيل ونشره إبتداءً من البيت. إنها دعوة الى تقديس الحياة اليوميّة ومظاهرها الاعتياديّة. إنها دعوة إلى احترام الجنين والإنفتاح على الخصب والعناية وبالأولاد.
البابا بنديكتوس السادس عشر
لا تعود قداسة الأبوين إلى قداسة الإبنة، بل هي قداسة شخصيّة أراداها وسعيَا إليها سالكين درب الطاعة لمشيئةِ الله الذي أراد لأبنائه أن يكونوا قدّيسين كما هو قدّوس.
أعلن البابا بنديكتوس السادس عشر في 19 تشرين الأول 2008 لويس مرتان وزيلي ماري غيران، والدَي القدّيسة الكرمَليَّة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس، طوباويَّين؛ على مذابح الكنيسَة الجامعة المقدَّسة، وفي يوم 18 تشرين الأوَّل 2015 أعلنهما البابا فرنسيس قدّيسَين على مذابح الكنيسَة الجامعة المقدَّسة، وهي تُكرّم فيهما الزواج المقدَّس على مثال عائلة الناصرة التي تقدَّست بحبّ يسوع.
فالزوجان مرتان قد أحبّا الله محبةً فضلى، وكرّما أمّنا مريم في حياتهما، وخدما الفقراء والمرسلين. وأعارا عائلتهما اهتماما مميزًا.
ومن بين بناتهما من دعاهنّ الرَّبّ إلى كرامة المذابح، نذكر خاصة القدّيسة تريز الطفل يسوع. وفي ذلك يقول البابا بنديكتوس السادس عشر، يوم التطويب: "لقد رافق لويس وزيلي مرتان ابنتَهما، من خلال صلواتهما، وشاركاها في مسيرة التكرّس للرَّبّ التي دُعِيَت إليها." وأكّد قداسته على أهمية العائلة التي تلعب دوراً مهمًّا جداًّ في تربية الأبناء على الإنفتاح على العالم وعلى التحلّي بروح المسؤوليَّة تجاه مشاكله، كما لها دور فاعل في تنشئة الدعوات إلى الحياة الرسولية".
فمن حياة شخصين متوجِّهين صوب الحياة المكرَّسة وُلِدت عائلة صلبةٌ مركزُها المسيح، وقد شكَّل الزواجُ إحدى دعائم قداستها ونضجها. فالعائلة هي الهيكل حيثُ يملك الله. وهي المدرسة حيثُ تنمو النفوس وتكبر. وهي مدينة الشعب، فيها يجتمع، ويلتقي، ويتسلَّح بالفضائل.
قوَّة هذه العائلة كانت في الإيمان، والحِسّ بالمسؤولية، وقوَّة الحنان: وهذه المواصفات أعطت البنات فيها ثباتًا خُلقيًا وحريَّة الضمير وحبًّا للقريب بدون حدود.
تعيّد لهما الكنيسة في 12 تموز من كلّ سنة، وهذا التاريخ هو الذكرى السنوية لزواجهما.
من هو لويس مرتان؟
وُلد لويس مرتان في بوردو سنة 1823 ، وكان والده ضابطًا في الجيش. شعر بالدعوة إلى التكرّس الرهباني وهو في العشرين من العمر. وعندما طلب الدخول إلى الدير رُفض بسبب جهله للّغة اللاَّتينية. وفي سنة 1850 فتح مشغل ساعات في ألنسون.
من هي ماري زيلي غيران؟
ولدت ماري زيلي غيران في غاندلين سنة 1831 ، وهي ابنة رجلٍ عسكري. وفي سنّ الثامنة عشرة طلبت من رئيسة راهبات المحبة في ألنسون أن تدخل الدير؛ لكن طلبها رُفض بعد التأكّد من أنَّ الله لم يكن يريد منها أن تتكرَّس في الحياة الرهبانية. وفي ربيع 1858 التقت لويس مرتان. وهناك بدأت مسيرة جديدة من حياتهما. في السنة ذاتها تزوّجا ووهبهما الله 9 أولاد، مات منهم أربعة في سِنٍّ مبكرة. وقد تكرّست الفتيات الخمس الباقيات للرَّبّ في الدير: وهنّ: ماري، بولين، تريز، وسيلين في دير الكرمَليَّات الحافيات في ليزيو، وليوني في دير راهبات الزيارة الحبيسات في كان.
لا يمكننا أن ننكر أنَّ الحياة الروحية داخل الخليَّة العائلية كانت تلك الخميرة التي أنضجت الدعوة إلى الحياة الرهبانية لدى الفتيات الخمس. فعائلة مرتان كانت تشارك في القداس يوميًا، وتمارس الأسرار خاصة الإعتراف والمناولة غالبًا، والسجود للإفخارستيا، كما وأنها كانت تخدم الفقراء.
ماتت زيلي مرتان سنة 1877 ولها من العمر 46سنة.
تقبّل لويس مرتان هذه المأساة في بيته بألم شديد؛ لكنّ إيمانه كان قويًا. فرافق بناته حتى سنة 1892 حين ضربه مرض في رأسه وأعصابه، ومات سنة 1894 وله من العمر 71 سنة.
صلاة الى القدّيسين لويس وزيلي مرتان
يا إِلَهَ الحُبِّ الأَزَلِيّ، لقَد أعطَيتَنَا، من خلال الزوجينِ الطوباويّيَن لويس وزيلي مرتان، مثالاً لعيش القَدَاسَةِ في سِرِّ الزَّواج. لقَد حافَظَا علَى الإِيْمَانِ والرَّجَاءِ من خلال تتميمِ وَاجِبَاتِ الحَياةِ وتحمّلِ مَصَاعِبِهَا. وَرَبَّيَا أَولاَدَهُمَا على طَلَب القَدَاسَةِ وَحْدَها. فلتَكُن صلاتُهُمَا ومَثَلُهُمَا حِفظاً لِلعَائِلاتِ في عَيشِ الحَيَاةِ المَسِيحِيَّة، ودَافِعًا لَنَا جَمِيعاً لكي نسعى للقَدَاسَة. بِشَفَاعَتِهِمَا وبشفاعة ابنتهما تريز الطفل يسوع، أَنعِم علينا بهباتك وعطاياك التي نحتاج اليها الآن، وأَعطنا أن نسلك طريق الحُبّ والقداسة. بِرَبِّنَا يَسوعَ المَسيح ابنكَ الإله الحَيّ المالِك مَعَكَ ومع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.
- لقد وهبني الرَّبُّ أبًا وأمًّا، يستحقّان السماء أكثر من الأرض"
القديسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس الكرمَليَّة
- "إنّ والديها هما من أولئكَ الذين يمكن وصفهم بالقدّيسين، ويستحقّان أولاداً، هم أيضًا، من القدّيسين".
إحدى عمَّات القديسة تريز
- "زوجي رجلٌ قدّيس، أتمنّى أن يكون لجميع النساء زوجٌ مثلهُ"... "مشاعرنا كانت دائمًا متّحدة، منسجمة وقد كان لي دومًا المعزّي والمعين".
رسالة القدّيسة زيلي مرتان إلى ابنتها بولين
- "إني زوجكِ وصديقكِ الذي يُحِبُّكِ مدى الحياة".
من كلمات القديس لويس إلى زوجته القدّيسة زيلي مرتان