الراهبات الكرمليَّات الحافيات
دير كَرمَل والِدة الإله والوحدة - حريصَا
إنَّ تأسيس أوَّل دير للرَّاهِبَات الكَرمَليَّات الحبيسَات في لبنان هو امتداد للحَرَكة المَسكونيَّة التي نشأت في الكنيسَة بإلهَام الروح القدس، كَمَا أنَّهُ جزءْ مِنَ العَمَل الرَّسولي الذي لا تزال تقومُ بهِ في الشَّرق الرَّهبَانيَّات اللاتينيَّة الأصل.
إنَّ أحَد الآبَاء المرسلين البولسيِّين قد عقد النيَّة منذ مدَّة على تأسيس دير كَرمَلي للصلاة مِن أجل الوحدة، وقيَّضَ للأب الأشقر، وكانَ قد أصبَحَ رئيساً عاماً لجمعيَّة المرسَلين البولسيِّين، الإشتراك في المؤتمَر الإفخارستي العَالمي المنعَقِد في بَرشلونة سنة 1952، فاستنحَ الفرصَة لتحقيق حُلمِهِ.
فكتبَ إلى كَرمَل كتاليود، يَشرَح للرَّاهِبَات الكَرمَليَّات فكرتهُ، ولمَّا أدركَت الكَرمَليَّات أهميَّة المَشروع، عندهَا استشاروا رأي الرئيس العَام للرُّهبَان الكَرمَليِّين الحُفاة حولَ هذا المَشروع الجَديد. وهَكذا أقرَّ الكاردينال تيسِّيران دعوة الكَرمَل الشرقيّ ألا وهي الصلاة لأجل الوحدة، وفي 13 كانون الثاني 1961 سَمَحَ المَجمَع الرّومَاني بانتقال الرَّاهبَات المَعنيَّات مِنَ الطائِفة اللاتينيَّة إلى الطائِفة البيزنطيَّة.
يمكن القول إنَّ "كًرمَل والِدة الإله والوحدَة" والمَجمَع المَسكوني نشأا معاً. ففي تمّوز 1961 وَصَلت إلى حريصَا ثلاث كَرمَليَّات، مَا لبِثتْ أن لحِقتْ بهنَّ سَبعُ أخريَات في آذار 1962، ثلاث مِن كَرمِل خاين، واحِدة مِن بَمبلونة، والبَاقيَات مِن كتاليود. وهذِهِ الأديَار الثلاثة تأسَّسَت مبَاشرة بَعدَ مَوت القدِّيسَة تريزا ليَسوع الأفيليَّة. كَمَا وفرحَ بقدومهنَّ إخوتهم الرّهبَان الكَرمَليون الحُفاة، وقدَّموا لهنَّ عربونَ مَحَبَّتهم الأخويَّة.
بدأ الإفتِتاح القانونيّ في 24 آب 1962 بحضور الرَّئيس الإقليمي للرُّهبَان الكَرمَليِّين في لبنان مَع عَدد مِن رهبَان الإقليم، فكانَ الإفتتاح في الذكرى المئويَّة الرَّابعَة لتأسيس أوَّل دير للإصلاح في أفيلا، وفي كانون الأوَّل 1965 انتقلت الرَّاهِبَات إلى ديرهنَّ الحَالي. واليَوم نرى كَرمَل والِدة الإله والوحدة، وقد حقَّقَ أمنيَة الأم تريزا ليَسوع في الصلاة مِن أجل الكنيسَة، يأخذ على عَاتِقِهِ قضيَّة مِن أهمّ قضايَا كنيسَة اليَوم، لا بَل قضيَّة الشَّهَادَة الحقَّة للإيمَان، ألا وهي وحدة الكنيسَة.