Page d'accueil Notre spiritualité
سؤال وجواب عن حياة التأمّل - الجزء 1
L'oraison


الأب غبريال لمريم المجدليَّة الكرملي

الفصل الأول : التأمل في حياة التطلّع

1 - ما هي الحياة المسيحية؟
الحياة المسيحية هي حياة انسانية تُعاش وفقاً لتعاليم السيد المسيح، التي تجعلنا نتوخّى مجد الله في أعمالنا كلها، وذلك من خلال حبِّنا له، وتتميمِنا لشرائعه المقدّسة. فالمسيحي، إذاً، يعيش لأجل الله.

2 - ما هي حياة التطلّع؟
حياة التطلّع هي شكل من أشكال الحياة المسيحية، نعزم فيه على العيش ليس فقط لأجل الله، بل مع الله أيضاً. وهذه الطريقة في الحياة ليست مقصورةً على الرهبان وحسب، بل يمكن ايضاً أن يعيشها العلمانيون ايضاً. وهي ترتكز كلها على طلب إلفة الله، فتُكثر خلال النهار ممّا يسمّى الروحية. وهذه الممارسات هي بنوع خاص ممارسات في الصلاة تصحبها ممارسات في الإماتة؛ فالقديسة تريزا ليسوع الآفيلية ملفانة الكنيسة في الحياة التطلعية، تصرّح قائلة: "التأمل والرفاهية لا تتوافقان".

3 - ما هو موقع التأمل في حياة التطلّع؟
يحتل التأمل في حياة التطلّع المركز الأول؛ وما حياة التطلّع، بالفعل، سوى حياة تأمل. لذا نجد رهبانيات التطلع تكرّس وقتا طويلاً للصلاة. كما أن الوصيّة الأساس، في قانون الكرمَل وهو رهبانية تطلّعية – هي وصية التأمل المستمر: " ليلزم كل راهب قلايته، متفكراً ليلاً نهاراً في شريعة الرب، وساهراً في الصلاة". وعملاً بهذه الوصيّة، يكرّس رهبان وراهبات الكرمَل وقتاً طويلاً للصلاة: ويمارسون التأمل مرتين في اليوم ويشتركون في القداس الإلهي، ويتلون الفرض الكنسي، ويواظبون على العيش في حضرة الله خلال النهار، ما عدا الممارسات التقوية الفردية.

4 - ما هي الصلاة؟
الصلاة هي تبادل حديث مع الله نعبّر له فيها عن رغبات قلبنا والصلاة تكون شفوية وعقلية .

5 - ما هي الصلاة الشفوية؟
الصلاة الشفوية هي تلك التي نتلو فيها صيغة تعبّر عن رغباتنا؛ والمثل على ذلك صلاة "الأبانا" التي علّمنا إياها يسوع، والتي نرفع فيها الى الآب الطلبات السبع. ففي هذا النص نقصد تكريم الآب. وتجدر الإشارة الى أنه، حتى وإن لم نفكّر غالباً في معنى الكلمات بنوع خاص، غير أن هذا لا يمنع من أن تبقى صلاتنا صلاة، إذ يكفي أن يكون عقلنا متّجهاً نحو الرّب مع الرغبة في تكريمه. وبالرغبة نفسها في تكريم القديسين يمكننا ان نوجّه صلاتنا إليهم.

6 - ما هي الصلاة العقلية؟
الصلاة العقلية هي محادثة الله "بواسطة القلب" وليس بصيغٍ جاهزة أو محفوظة غيباً، بل بطريقة عفوية وهذه نسمّيها من الآن فصاعداً: التأمل.

7 - ماذا نقول لله في التأمل؟
حتى في هذا النوع من الصلاة يمكننا ان نعبّر لله عن رغبات قلبنا. غير أن النفس التطلّعية، وفقاً لتعليم أمّنا القديسة تريزا ليسوع الأفيلية، تفضّل أن تقول لله إنها تحبّه أو إنها، على الأقل، ترغب في أن تحبّه.

8 - لماذا الكلام بنوع خاص على حبّ الله؟
لأن الحبَّ هو جوهر حياة التطلّع. وعلى النفوس التطلّعية – بحسب القديسة تريزا ليسوع – أن تصبح صديقةً وصديقة حميمة للربّ. فمن شأن الحبّ أن ينمّي الصداقة ويدخل في علاقة حميمة. وعلاوة على ذلك، فإن القديسة تريزا تريد منّا أن نقتنع، بعكوفنا على التأمل، بأن الله يدعونا الى محبته ويجب أن نستجيب لدعوته.

9 - هل يجب أن " نفكر" كذلك في التأمل؟
لا يمكن أن نحبّ بدون أن نفكّر بعض الشيء في الموضوع الذي نحبّه. ولا بدّ أن نفكّر في الله إذا أردنا أن نحبّه. غير أن هذا التفكّر في الله يمكن أن يختلف كثيراً وفقاً لأحوال صلاتنا؛ فيمكن أن يكون تفكيراً مستمراً بعض الشيء في حبّ الله لنا حينا، وانتباها بسيطا لعطف الله علينا ولصلاحه الأبوي حينا آخر. لذلك فإننا لا نتفكّر في أثناء التأمل إلاّ لكي نحبّ الله ولكي نغذّي فينا عواطف الحبّ نحوه. هذا ما جعل القديسة تريزا ليسوع تقول: إن الصلاة "لا تقوم على كثرة التفكّر بل على وفرة الحب".

10 - ما هو الحبّ؟
هناك نوعان من الحبّ: حب الحِسّ وحبّ الإرادة. فالحب الحسّي هو ذاك الشعور الذي يدفعنا عاطفيا نحو شخص ما ويجعلنا نشعر باللّذة والارتياح لحضوره أو لمجرّد ذكره.
أما حبّ الإرادة فهو أن " تريد الخير" لذاك الشخص طوعاً وبعزمٍ من الإرادة. وعندما يغمر هذا الحبّ مشاعر النفس كلها، عندئذ تنشأ الرغبة في أن تخصّ الشخص المحبوب وحده وأن تكرّس له طوعاً حياتها كلها.

11 - ما هو الحبّ الحقيقي؟
إنه حب الإرادة؛ لأن الإرادة هي أغلى ما في الإنسان وأكثره لصوقاً بشخصيته. ففي، الإرادة تكمن حرّيتنا، وبها نقدّم لله ذواتنا. لذلك يطلب الله من الإنسان أن يقدّم له خاصةً، إرادته؛ وبهذه التقدمة يتم تكريس الإنسان التامّ لله.
أما الحبّ الحسّي فهو مكمِّلٌ لحب الإرادة وذو أهمية ثانوية جداً. كما أنه، من جهة أخرى، لا يتوقف علينا اختباره، بينما يعود الينا أن نحبّ بإرادتنا.

12 - لماذا نرغب طبيعياً في الحبّ الحسّي؟
إننا نرغب فيه لحلاوته ولكونه يوفّر لنا العزاء والسلوان. ولمّا كنا، في الحبّ الحسّي، نبحث عن ذاتنا، بينما نفتّش في حبّ الارادة عن الله، لذلك فالله غالباً ما يزيل منّا الحبِّ الحسّي كي يجعلنا نسير بأكثر حزمٍ، معتمدين على الإرادة وحدها.

13 - بأي حبّ يجب أن نحبّ الله في التأمل؟
علينا، بلا شك، أن نحب الله بحبّ الارادة لأنه ابلغ أهميّة. أما إذا رافقه الحُبُّ الحسّي، فبدل من ان نفتش به عن راحتنا ولذتنا، نستفيد حينئذ منه كي ندعم ارادتنا في تقدمة ذاتنا لله. وأما اذا غاب الحبّ الحسّي، فنُكمل عند ذاك الشوطَ بالإرادة وحدها.

14 - كيف يمكننا أن نمضي ساعة كاملة في هذه المحادثة الودّية مع الرب؟
في بداية حياة التأمل تعترض النفوس العديدة صعوبات جمّة، كما أنها تشعر بالسأم وبالتشتّت. لذلك علينا أن ندرك أن ممارسة التأمل يجب تعلّمها. هذا ما جعل لاهوتيي الكرمَل، ولتعليم هذه الممارسة، انكبّ معلّمو الكرمل على دراسة حياة التأمل، ووضعوا منهجهم الخاص في التأمل.

Le Prophète Elie

La Règle Du Carmel

Marie Dans Notre Vie

L'oraison