مقدِّمة
تنتَسِب "رهبَانيَّة الطوبَاويَّة العذراء مريَم سيّدة جبل الكرمَل"، إلى النبيّ إيليَّا، الذي
يذكرهُ الكتاب المقدَّس في عهد المَلك آحَاب في القرن التاسِع قبل الميلاد، وهي الوحيدة بين سائر الرَّهبانيات التي اختارت مؤسِّسها الذي سبقهَا بقرون طويلة. إلاَّ أنَّ هذا الإنتسَاب ليس إلاَّ روحيّاً، إذ اختارت إيليَّا كنموذج لحياتهَا، وشاءَتْ أن تواصِل رسالتهُ البعيدة، وروحهُ الرَّامية، إلى إيقاظ سُلالات النفوس التي تشعر مثله، بسمُوَ الله.
نظرَ الكرمليّون في بادىء الأمر إلى ايليَّا مثل "ناسِك"، وحاولوا الإقتداء به. فقد
دعاه الله نفسه الى حياة العزلة، والصمت، والعفاف. وذلك للعكوف على صلاة متواصلة.
وقادهُ إلى البريَّة لهذا الغرض:
"إمضِ من هنا وتوجَّه شرقاً،
وتوارى عند نهر كريت الذي تجاه الأردنّ. فتشرب من النهر، وقد أمرتُ الغربَان أن تقوتكَ هناك" (3 ملوك 17 :3-4).
إنَّ رسالتهُ الأساسيَّة كانت السجود للإله الحيّ الحقيقي، والوقوف أمامهُ دومًا:
"حيٌّ الرَّبّ الذي أنا واقفٌ أمامهُ" (3 ملوك 18:15). الوقوف أمام الله حقيقة حيويَّة
وجوديَّة، لأنَّها تشغل قوى الإنسان كلّها. ويقتضي هذا الحضور "روح" الصمت والعزلة والتجرد و
"العدم".
وحينما اعتبر معلِّم الكنيسَة القدِّيس يوحنا الصليب، هذه
الحقائق الروحيَّة كمكوِّنات حقَّة للبريَّة، فهو بذلكَ لم يَخُنْ الروح الإيلياويّ، بل أظهرَ أبعادَهُ الحقيقيَّة.
كانَ النَّبيّ إِيليَّا مِن قريَةِ تِشْبَه في أَرضِ جَلعَاد، مـَجهُول القَبِيلَة والوَالِدَين،
// اقرأ المزيد«Un ouragan : pas de Seigneur !
more \\Le prophète Elie (1R17; 19) est avec Marie aux origines du Carmel... IL est indissociablement lié au mystère de Marie
more \\يقولُ القدِّيس العظيم يوحنّا الذهبيّ الفم في تعليقِهِ على الكتابِ المقدَّس ما مَغزاه: "إنَّ مَن يَطلب فَهمَ الكتابِ المقدَّس في شركَةِ الأسرارِ وفي الصلاة يَختبرُ عزاءَ اللقاء بالسَيِّد في النَّص الإنجيليّ،
// اقرأ المزيدفقالَ إِيليَّا:((حَيّ الرَّبُّ، إِلهُ إِسْرائيلَ، الَّذي أَنا واقِفٌ أمامَه! إنَّه لا يَكونُ في هذه السِّنينَ نَدًى ولا مَطر إِلاَّ بِأمري)). وصَرَخ إلى الرَّبِّ وقال: ((أَيُّها الرَّبّ إِلهي، أَإلى الأرمَلَةِ الَّتي أَنا نازِلٌ بِها تُسيءُ أيضًا وتُميتُ آبنَها؟))
// اقرأ المزيد
يا ربّ بارك شعبك في يوم عيد الشريف، أبينا إيليّا النبيّ الغيور، المجاهد والبتول.
كَليمُك الذي عاشَ حضوركَ الحيّ يقينًا،
أوليتهُ القدرة لصنع الآيات في المسكونة،