Page d'accueil Articles
Liturgie
  • liturgie

الشموع الأربَعَة ومَعَانيهَا في زمَن المَجيءْ المقدَّس
حَسَبَ الطقس اللاتيني

كتابة الأب نوهرا صفير الكرملي

مقدِّمَة
نحنُ سَاهِرون ومَصَابيحُنا مشتعِلة ننتظِرُ مَجيئكَ أيُّهَا الرَّبُّ يَسوع. (مِنَ الليتورجيَّة اللاتينيَّة في زمَن المَجيءْ المقدَّس).

تفتتِحُ الكنيسَة اللاتينيَّة سَنتهَا الطقسيَّة الجَديدة التي تدورُ كلُّهَا حول شخص يَسوع المَسيح ومَراحِلِ حَيَاتِهِ مِن ميلادِهِ وظهورهِ وآلامِهِ ومَوتِهِ وقيَامتِهِ، وذلِكَ مَعَ صلاة الغروب الأولى لِزمَن المَجيءْ المقدَّس.

تستعِدّ الكنيسَة اللاتينيَّة في هذا الزمَن المقدَّس، أي زمَن المَجيءْ لاستقبَال الطِفل الإلهيّ. في هذا الزمَن كلُّنا مَدعوّون إلى الصلاة والسَّهر، فهَذا الزمَن هو زمَن توبَة بامتيَاز لتغيير ذواتِنا، لنصيرَ كلُّنا أداة خلاص يَستعملهَا الله الآب لإتمَام مَشيئتِهِ، حيثُ أنَّهُ صَارَ إنساناً ليَجعَلَ الإنسَانَ إلهاً، على مَا يَقول القدِّيس إيريناوس أسقف ليون، ونحنُ سوف نظهر مِن خلال هذا العَمَل عن دور الشموع ورمزيَّتهَا في المَسيحيَّة والكنيسَة، قبلَ أن ننتقِل إلى مَعاني الشموع الأربَعَة التي تستعمِلهَا الكنيسَة اللاتينيَّة في زمَن المَجيءْ ودورها الليتورجي التحضيري لميلاد الرَّبّ.

تاريخيَّة استعمَال الشّموع
إنَّ إضاءَة الشمعة واستعمَالِها في بيت الرَّبّ هي دعوة للعبَادة الحقَّة. والكنيسَة أدخلتهَا في ليتورجيَّتِها، وقد وردَ ذلِكَ في سفر الأعمَال ( 8: 20). ثمَّ أتى إلينا عبر مَخطوطات القرن الثالث الميلادي. إنَّ آبَاء الكنيسَة كانَ لهُم دورٌ هَام في كتابَاتهم وأقوالهم حول أهميَّة استعمَال الشموع وإضاءَتها. فالقدِّيس أبيفانوس أظهَرَ في إحدى كتابَاتِهِ (القرن الرابع الميلادي) كيفَ كانت الكنائِس تتميَّز بإضاءَتِهَا للشموع. أمَّا القدِّيس إيرونيموس (القرن الرابع الميلادي) فقد كتبَ رسَالة ضدَّ الهراطِقة الذينَ انتقدوا عادة إحراق وإضاءَة الشموع لتكريم أرواح الشهداء، أمَّا هو فقد أظهَرَ لهم مشبِّهاً أنَّ إضاءَة الشموع واستعمَالِهَا هي كمِثل سَكبِ قارورة الطيب على جَسَد الرَّبّ الذي لهُ كلُّ مَجدٍ وإكرام.

رمزيَّة الشموع
تحمِلُ الشموع رموزاً مميَّزة، وتعبِّر عن عمقِ إيماننا بالرَّبّ يَسوع النور الحَقيقيّ الذي أبهَجَ العَالم بنور ميلادِهِ وقيَامتِهِ.
فالشموع إذاً هي:


توقد كعَلامة رمزيَّة لاشتعالنا بغيرة قداسَتِهم وحبِّهم، أمَّا تقديمُهَا وإضاءَتهَا فهي علامَة مِن علامات التكريم والتسبيح الصامت والشكر على ما يقدِّمونه نحونا مِن شفاعة أمام منبر يَسوع المَسيح ربِّنا، راجينَ منهُ أن يَمنحَنا قلباً مشتعلاً بنار الغيرة والمحبَّة القلبيَّة لكي تحرق كلّ الأفكار والخطايَا في داخلنا.

دور الشموع في الطقوس
إنَّ للشموع دورٌ هام ومميَّز في كلّ الطقوس المَسيحيَّة وذلِكَ حَسَبَ العَادات والتقاليد التي تعود إلى كلِّ طقسٍ كنسيّ ليتورجيّ. لأنَّ إضاءَتهَا في كلّ احتفال ليتورجيّ هو لإعلان الفرَح والشهَادة على أنَّ يَسوع المَسيح هو النور الذي لا يَعرف المَغيب.
إنَّ القدِّيس جيروم قد تكلَّمَ عن دور الشمعَة وعلاقتهَا في الطقوس فقال: " تُضاء الشموع في الكنائس عندما يُقرأ الإنجيل حتى ولو كان نور الشمس يَملأ فالإضاءة ليست لتبديد الظلمة فقط وإنما لإعلان الفرح، إعلاناً وشهادة عن نور الإنجيل ". أمَّا مِن ناحيَة إضاءَتِهَا أمَامَ صور السيِّد تعلِن أنَّهُ نور العَالم الذي ينيرُ ظلمَاتِ دروبنا، وأمَامَ والِدة الإله لأنَّهَا هي أمّ النور، وأمَّا أمام صور الشهَداءْ والقدِّيسين، فهي لتكريم سيرة حَيَاتهم هم الذينَ شهدوا وبشَّروا باسم يَسوع وردَّدوا مَعَ الكنيسَة الجَامِعَة المقدَّسَة: "إنَّنا نبشِّرُ بمَوتِكَ ونعترفُ بقيَامَتِكَ إلى أن تأتي يَا ربّ".

الشموع في الكنيسَة اللاتينيَّة
تبرز الشموع في الكنيسَة اللاتينيَّة بصورة مميَّزة، وتعود بهذِهِ الصورة إلى الكتاب المقدَّس سفر التكوين الذي فيهِ تعلِّمنا كيفَ أنَّ الله أوَّل مَا خلقَ مِنَ الكائنات هو النور، وذلِكَ لكي يفصِلَ ويميِّز بين الليل والنهار، وبين العَدَم والوجود.
إذا عدنا إلى تاريخيَّة العصور القديمة نرى كيفَ أنَّ الأبَاطرة والملوك، كانوا كلّهُم محاطون بالأنوار، لأنَّهَا علامة الوقار والعَظمَة لصَاحِب السلطة ولدوره كمَلِك، وقد نسبت أيضا إلى النور القويّ الذي يخيفُ الشياطين، فالشياطين والأرواح الشريرة تسكنُ أماكنَ المَوت المُظلمَة.
أمَّا هياكِل العهد القديم، نرى فيهَا كيفَ أنَّ الشموع والنار كانت تضاءْ على المذابح، والكتاب المقدَّس في سفر الخروج، يُخبرنا أنَّ سليمان قد صنع شمعداناً مِنَ الذهب توضع فيه سَبعُ شموع، وقد صنعَهُ في قدس الأقداس ضِمنَ الهيكل. وهذا الشمعدان لهُ رمزٌ يرتبط إرتباطاً خاصاً بالكنيسَة، فهو يَرمُز إلى أسرار الكنيسة السبعَة التي تنيرُ المؤمنين. والبيعة المقدَّسة قد أمَرت بأن تضاء الشموع في خدمة الأسرار إجلالاً وإكراماً للرَّبّ الإله، ولكي تنيرَ بهذا النور الحسيّ مصابيح عقولنا وقلوبنا، لنعرفَ كيف أنَّهُ يَجبُ علينا أن نميِّز بين الفضيلة والرذيلة ونسيرَ كَمَا علَّمنا الرَّبُّ يَسوع:
"أنا نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلام، بل يكون لهُ نورُ الحياة".
يردِّد الكتاب المقدس أكثرَ مِن مرَّة على أنَّ النور هو أفضل رمز لطبيعة الله، إذ يقول لنا: إنَّ الله هو نور، وينبوع النور، وأنه يَسكنُ في النور. والعَهد الجَديد أظهَرَ لنا شهَادَة يوحنا المَعمَدان الذي جاءَ ليَشهد للنور الذي هو يَسوع المَسيح نور الكَون ومَلِك جميع الكَائِنات.
تأمُرُ الكنيسَة اللاتينيَّة بإضاءَة الشموع في الإحتفالات الليتورجيَّة، والرِّتب الطقسيَّة كالأسرار، ومناوَلة المؤمنين أو المَرضى. وكما أن جميعَ ذبائح الناموس ومُحرقاته، كانت رمزاً للفداء بمَوت الرَّبِّ يَسوع على خشَبَة الصليب، هكذا فإنَّ جميع الشموع التي تضاءْ على المذابح، أو في باحَات الكنائس أمام الإيقونات والتماثيل كنذر لها، فإنَّها ترمز إلى الفداء، لأنَّ الشمعة المضاءَة تحرق نفسها لتنير جميع المؤمنين، هكذا فإنَّ موتَ الرَّبّ على عود الصليب مختاراً ليخلص العالم أجمَع.
تشدِّد الكنيسَة اللاتينيَّة على دور الشموع ووجودهَا وأن لا تستبدل بالمَصَابيح الكهربَائية، باعتقادنا أننا نتماشى مع كلّ متطوِّرات العصر، لأنَّ الرَّمز الذي تحمِلهُ الشمعة مِن معَانٍ في ذوبانها واحتراقها، يذكرنا بسرّ الفداءْ العَظيم الذي تمَّ بمَوت يَسوع على خشبَة الصليب. وإذا استبدلت الشمعَة المضاءَة بمصباح كهربائي، لا يذوب ولا يحترق، فأين إذاً رمز التضحية والمعنى الحقيقيّ لنور الشمعَة التي هي صورة معبِّرة عن نور المَسيح الحَيّ القائِم مِنَ القبر.

الشموع في الكتاب المقدَّس
يركِّز الكتاب المقدَّس في عهديهِ القديم والجديد على مكانة الأنوار ودورهَا وقاعِدتِهَا، وكيفَ أنَّ الله أمَرَ باستعمَالِهَا لتكونَ مقابلَ المائِدة، والكتاب المقدَّس أظهَرَ مَكانتهَا وجَمَالَ نورهَا ورمزيَتِهَا.


تبقى الأنوار في الكنيسَة على مَا وَرَدَ في الكتاب المقدَّس مِنَ الرموز المميَّزة لأنَّ الرَّبَّ، سيِّدُ الكَون وربّ المَجد عَمَل فِصحَهُ ليلاً؛ إذ أوقِدت الشموع وأضيئَت.
إنَّ الكنيسَة اللاتينيَّة جَعَلتْ مِن جَمَال هذا النّور محطَّة مميَّزة كدائِرة الشموع الأربَعَة في زمَن المَجيء المقدَّس التي ترافق الزمَن الليتورجي مِن أحَد إلى أحَد لمدَّة أربَع أسَابيع.
كمَا أنَّهَا جَعَلتْ مِن هذا النور أكثرَ بَهَاءً ليلة العشيَّة الفصحيَّة في ليتورجيَّة النور مِن هذه اللَّيلة، لكي تذكرنا دائِماً مِن خلال هذه الأنوار بأنَّ الرَّبَّ يَسوع لهُ المَجد أتى ليُضيءَ على الجَالسين في الظلمة وظلال المَوت كَمَا ورَدَ في إنجيل لوقا (79:1)؛ وإنجيل يوحنا (9:1؛ 12:8). وأنه بنوره سَوفَ نعاينُ النور.

الشموع الأربَعَة في زمَن المَجيء المقدَّس

إكليل الشموع في زمن المجيء
إكليلُ المَجيء مَصنوع مِن أغصَان الصنوبر، إنها شجرة دائِمَة الخضرة، للدلالة على الحيَاة. إنّه معقود أي دائِرة مرتبطة بعضهَا ببعض ومزينة بأكواز الصنوبر والورود الميلاديَّة وباقي زينة الميلاد. الإكليل هو رمزٌ قديم ذات مَعَان عديدة. فالأكاليل المستديرة تبعث الشمس، وتعلن عودتها.
الإكليل هو عبَارة عن دائرة تذكّر بأنَّ مَوسم الأعيَاد يعود كلَّ عام. إنهُ يرمز إلى أنَّ يسوع سيَعود، وأنَّ المَجيء ليسَ مجرَّد فترة انتظار قبل عيد الميلاد، ولكن أيضا إنتظار عودة المسيح بالمَجد. يمكن وضع إكليل المَجيء على طاولة مع أربعَة شموع على باب مدخل المنزل كعلامة على الترحيب. وفي الكنيسَة توضع دائرة الشموع عن قرب مِنَ المَذبَح دلالةَ على أنَّ المَسيح هو الألف واليَاء، هو البَدءُ والنهَايَة، هو نور العَالم. ويبدو أن أوّل أكاليل المَجيء ظهَرَت في شمَال ألمَانيا في القرن السّادس عشر، لإعداد المَسيحيِّين لعيد الميلاد الّذي سيحلّ بعد أربعة أسابيع. في السّويد حُجز الإكليل لعيد القدّيسة لوسي في 13 كانون الأوّل.

تاريخيَّة إكليل الشموع الأربَعَة في زمَن المَجيءْ

لقد تمّ اختراع إكليل المَجيء مِن قِبَل يوهان هاينريش ويشرن(1881-1808). المربّي واللاهوتي في هامبورغ، لقد اختار الأطفال الفقراء جدّاً في Rauhe haus، مزرعة قديمَة، وأخذ يهتمّ بهم. كالعَادة كمَا كانوا يطلبون منهُ خلال فترة عيد الميلاد. وصَنعَ سنة 1839 إكليلاً من الخشب، من تسعة عشر شمعَة حَمراء صغيرة وأربعَة شموع بيضَاء كبيرة، لم تتّبع التقاليد سوى الكبرى التي نراهَا اليَوم. ففي كلِّ صَبَاح، تضاء شمعَة صغيرة أو أكثر، وكلُّ أحد من زمن المَجيء، تضاء شمعة كبيرة. أمَّا التقاليد لم تتّبع سوَى الكبرى كَمَا وأنَّهَا أعطتهَا لونهَا الخاص اللون البنفسَجي الذي لا يَرمز في مَفهومنا إلى الألم والحزن، بَل يَرمز إلى التوبَة والسَّهَر والإنتِظار. منذ عام 1860 اعتمِدَ رسميّاً إكليلُ المَجيء، وذلك باستخدام أغصان الصنوبر. منذ بداية القرن العشرين، أصبحت في ألمانيا دائِرة الشموع واحدة من تقاليد عيد الميلاد. في النمسا، لم تُتَّبع التقاليد إلاَّ بعد عام 1945. هذه العادة الألمانية استخدمت في كثير مِنَ البلدان. في جميع الكنائس الأرثوذكسيَّة نجد أكاليل مع ستة شموع، وفقا لفترة أطول لزمَن المَجيء. نظراً للجَمَارك الاسكندنافية والمختلطة مع المسيحيَّة، نستنتج أنَّ الألمان والعصور القديمة يَعرفون عادات هذا الإكليل من النّور.

رمزيَّة دائِرَة الشموع الأربَعَة
هناك تفسيرات مختلفة فيمَا يتعلق برمزيَّة إكليل المجيء. ونفكّر عن طيب خاطر بالعَالم وبأربَع نقاط أساسيَّة. الدّائرة ترمز على حدّ سواء للأبدية المُعطاة للحيَاة عبرَ القيَامَة، وبهذا فاللّون الأخضر يرمُز إلى الحياة، والشّموع الأربَعَة إلى النّور الذي يضيء العَالم ليلة عيد الميلاد. وفقا للطقس الكاثوليكي، نبَارك إكليل المَجيء. أمَّا تقليدياً، نضيء الإكليل في الإتجاه المُعاكس لعقارب الساعة. أي أنَّ إضاءة الشمعة التي تواجه الأولى في الأحد الثاني يعتبر خطأ.
إذا صادف عيد الميلاد أن يكون أحداً (أو سبتاً، جمعة، خميساً، أربعاء، ثلاثاء، اثنيناً)، نضيء الشّمعة الرّابعة في الأحد الّذي يسبق أحد (أو سبت، جمعة ،خميس، أربعاء، ثلاثاء، إثنين) عيد الميلاد، خلافاً للتقاليد القديمة للكنيسة اللاتينية، حيث يمكن للأسبوع الرابع من زمن المَجيء المقدَّس أن يكون غير مكتمل.
وهكذا، فإنَّ الأحَد الأوَّل من زمَن المَجيء الأكثر تقدماً هو 3 كانون الأوّل (تضاء الشّمعة الرّابعة في ال 24، عشية عيد الميلاد)، وأبعَد تاريخ من السّنّة، في 27 تشرين الثّاني (تضاء الشّمعة الرّابعة في ال18 من الشّهر، إذاً 7 أيّام قبل الميلاد). هذه الشموع ترمز إلى مَعَالم الخلاص الكبرى قبل مجيء المسيح.
ملاحَظة: لا نضيء الشمعة الرَّابعَة في عيد الميلاد بسبَب عدم وجود أيَّام إنتظار أخرى.

اللون البَنفسَجي
مزيج من الأزرق والأحمَر، يستعمَل في زمن المَجيء والصوم الأربعينيّ المقدَّس، والأيَّام الثلاثة الأولى من الأسبوع المقدَّس، ما عدا الأحد الثالث من المَجيء “Gaudete”والأحَد الرابع من الصوم المقدَّس”Laetare” ، إذ يُسمح في هذين الأحدين باستعمال اللون الوردي دلالة على الفرح الروحي الذي يتخلَّلهما. كمَا يستعمل اللون البنفسجي في قداديس الموتى.

إنَّ اللون البَنفسجي ليسَ لون حزنٍ أو ألم في الكنيسَة اللاتينيَّة بَل هو لون التوبَة والسَّهَر والإنتِظار. تأخذُ الكنيسَة اللاتينيَّة ألوانهَا الليتورجيَّة مِنَ الطبيعَة مبَاشرة فاللون البنفسَجي يَعود إلى مَغيب الشمس فعند غروبهَا تعطي هذا اللون دلالة لشروقِهَا في يَوم جديد، والكنيسَة تضع هذا اللون في الأسَابيع الأربَعَة مِن زمَن المَجيءْ قبلَ عيد الميلاد، دلالةً لانتظار النور ليلة مَولِدِ المَسيح. وتستعمِلهُ أيضاً في أسَابيع الصَّوم، والأيَّام الأولى مِن الأسبوع المقدَّس، دلالة لانتظار النور مِن القبر ليلاً.

أسمَاء الشموع الأربَعَة ومَعَانيهَا
تختمُ الكنيسَة اللاتينيَّة سَنتهَا الليتورجيَّة في الأحَد الرابع والثلاثون مِنَ الزمَن العَادي الذي فيهِ تحتفِل بعيد يَسوع المَسيح المَلِكَ كَمَا سَبَقَ وذكَرنا في المقدِّمَة، حيثُ تبدأ سَنتهَا الليتورجيَّة الجديدة في السبت الذي يلي عيد يَسوع المَلِك، مَع صلاة الغروب الأولى لِزمَن المَجيءْ المقدَّس، الذي يمتدّ على مَدى أربَع أسَابيع، وتستعمل الكنيسة في القدَّاس وكلّ متطلِّبات الليتورجيا التي تحدِّدها الهيئات الأسقفيَّة كالمذبح ومنبر القراءات اللون البنفسجي أمَّا اللون الزهريّ فاستعماله في الأحَد الثالث مِن زمَن المَجيء المقدَّس. ولا يُتلى نشيد المَجدُ لله في العلى حتى قدَّاس الليل مِن بدء الزمَن الميلادي. ولا توضع زينة على الهيكل. ولا تعزف الموسيقى إلاَّ لمرافقة التراتيل. ترافق هذه الأسابيع دائرة مِن الشموع البنفسجيَّة اللون التي ترافق الأحَدَ تلوَ الآخر إستعداداً لميلاد الرَّبّ بيننا، ومِن بين الشموع الأربَعَة هذه هناكَ واحِدة تحمِلُ اللون الزهريّ وتضاءْ في الأحَد الثالِث مِن هذا الزمَن المقدَّس دلالةً لطابع الفرَح الذي بدأت تتحضَّر لهُ الكنيسَة مَعَ المؤمنين. وهنا سَنعرض شمعَة كلّ أحد وأسبوع مَع اسمهَا والمعنى الذي تحمِلهُ كلُّ واحِدة بمفردِهَا:

الأحَد (الأسبوع) الأول مِن زمن المَجيء
الشمعَة الأولى : شمعَة الأمَل والمغفرة.

تضاء الشمعة الأولى مِن هذا الزمَن مَع صلاة الغروب الأولى للمَجيءْ أي في ليلة الأحد الأوَّل وتحمِلُ إسم: شمعة الأمَل أو النبوءَة أي الآباء، إبراهيم، وأسلاف يَسوع في العَهد القديم، فهذه الشمعَة للأسبوع الأوَّل تذكرنا بأنّه قد تمّ التنبؤ بمَجيء المسيح الرَّبّ قبل ميلاده بيننا بمئات السنين. ولونهَا الأرجواني يمثِّل مُلكيَّة المَسيح الإله كمَلك الملوك وديَّان العَالمين. نصوص هذه الشمعَة نجدهَا في أشعيا (9 : 2- 6) ولوقا الإنجيليّ (1 : 30- 35 ).

صلاة الجَمَاعَة في الأحَد الأوَّل: أيُّهَا الرَّبُّ الإلهُ القدير، أنعِم على شَعبكَ إرادة صَالِحَة، حتَّى إذا مَا هبَّ بالأعمَال الصَّالِحَة لِمُلاقاة المَسيح، قامَ مِن عن يَمينِهِ يَومَ الدِّين، فوَرَثَ المَلكوتَ السَّمَاويّ – بربِّنا يَسوع المسيح الإله الحَيّ المَالِكَ مَعَكَ ومَعَ الرّوح القدس إلى دهر الدهور. آمين.
الشمعَة الأولى هي رمز المغفرة المتعلّق بآدم وحواء.

الأحَد (الأسبوع) الثاني مِن زمن المَجيء
الشمعَة الثانيَة: شَمعَة بيت لحم وإيمَان إبراهيم والآبَاء.
أمَّا الشمعَة الثانيَة في الأحَد الثاني للمَجيءْ تضاءْ إلى جَانب الشمعَة الأولى وتحمِلُ إسم شَمعَة بيت لحم. هذه الشَّمعَة تذكِّرنا بأنَّ الرَّبَّ يَسوع قد وُلِدَ في مغارَة بيت لحم على مَا جَاءَ في نبوءَة الأنبيَّاء وإيمَانهم بالخلاص الآتي، وأيضاً هي أرجوانيَّة اللون وذلِكَ تذكيراً بأنَّ مَن وُلِدَ في مِذودٍ حقير هو مَلِكُ الملوكِ حقاً وقاضي القضاة الذي بميلادِهِ حلَّ السَّلام على أرضِنا. نصوص هذهِ الشَّمعَة نجدهَا في ميخا النبيّ ( 5: 2) ولوقا الإنجيليّ ( 2 : 1-7 ).
الشمعَة الثانية هي رمز لإيمَان إبراهيم والآباء.

صلاة الجَمَاعَة في الأحَد الثاني: أيُّهَا الإلهُ القديرُ الرَّحيم، هَبْ لنا ألاَّ يَصُدَّنا عَمَلٌ أرضيّ عن السَّير في ملاقاةِ ابنِكَ الوحيد، حتَّى إذا مَا أدرَكنا بحِكمَةٍ عمقَ السَّمَاويَّات، نستحِقّ أن نكونَ لهُ شرَكَاءَ في المَجد، هو الذي يَحيَا ويَملِك مَعَكَ ومَع الرّوح القدس إلى دهر الدهور. آمين.

الأحَد (الأسبوع) الثالث مِن زمن المَجيء
الشمعَة الثالثة: شَمعَة الرُّعَاة وداود.

في هذه الشمعَة الزهريَّة اللون التي تضَاءْ إلى جَانب شمعتي الأحد الأوَّل والثاني، إعلان لطابع الفرح الذي بدأت الكنيسَة تتحضَّر لهُ أكثر فأكثر. هذه الشمعَة تحمِلُ إسم شمعَة الرُّعَاة وداود. إذاً هذا الأحَد أو الأسبوع الثالث يَحمِلُ كلَّ مَعَاني بشرى المَسيح السَّارَّة. هذه الشمعَة الزهريَّة اللون أو القرنفليَّة تمثِّلُ لنا حبَّ الله الكبير لنا بإرسَالِهِ ابنهُ الوحيد إلينا، وأنَّهُ مازالَ يَستخدِمُ عبر التاريخ أناساً عاديِّين اليَوم وكلَّ يَوم لنشر مَحبَّتِهِ وصِدقِ كَلِمَتِهِ. نصوص هذه الشمعَة هي مِن: أشعيَا ( 52 : 7 ). ولوقا الإنجيليّ ( 2: 8 – 20 ).
الشمعَة الثالثة هي رمزٌ لفرَح الرعاة وفرَح داود بعدَم توقف سلالتِهِ. وهو يَعرُب عن التقرّب مِن الله.

صلاة الجَمَاعَة في الأحَد الثالث: اللَّهمَّ، إنَّكَ ترى شعبَكَ يَشتاق بإيمَان إلى عيد ميلاد الرَّبّ، فامنحهُ أن يَبلغَ أفراحَ الخلاص هذهِ، وأن يَحتفِلَ بهَا دائِماً مبتهجاً شاكراً – بربِّنا يَسوع المَسيح الإله الحَيّ المَالِك مَعَكَ ومَع الرّوح القدس إلى دهر الدهور. آمين.

الأحَد (الأسبوع) الرابع مِن زمن المَجيء
الشمعَة الرابعة: شَمعَة الملاك وتعَاليم الأنبيَّاء.
هذه هي الشمعة الرَّابعَة والأخيرة التي تضاءْ في الأحَد والأسبوع الرابع والأخير مِن زمَن المَجيءْ المقدَّس، وهي تدخل ضِمنَ أيَّام المَجيءْ الكبرى. تحمِلُ هذه الشمعَة إسم شَمعَة المَلاك، التي عند إضاءَتِهَا نتذكَّر جمهور الجند السَّمَاوي الذي أعلنَ مَجيءَ ربِّنا وإلهنا ومخلِّصِنا "فهَا أنا أبشِّركم بفرَح عظيم!" هذه الشمعَة أيضاً تحملُ اللون الأرجوانيّ لتذكرنا بأنَّ المَلائِكَة أيضاً كانوا يبشِّرون بميلاد مَلِكِ الملوك وسيِّد السَّادة، كمَا وأنَّهَا ترمز إلى إعلان السَّلام التي حَمَلهَا لنا تعَاليمُ الأنبيَّاءْ. نصوص هذه الشَّمعَة هي مِن حزقيال ( 34 : 23 )، لوقا الإنجيليّ ( 2 : 15- 20) ويوحنا الإنجيليّ (10 :11 ).
الشمعَة الرابعة هي رمز لإعلان البشرى السَّارة مِن قبَل المَلاك ولتعاليم الأنبيَّاء الذين هم بدورهم يعلنون حكم العدالة والسلام.

صلاة الجَمَاعَة في الأحَد الرابع: نسألكَ، يَا ربّ، أن تفيضَ نِعمَتكَ على عقولِنا، نحنُ الذينَ أنبَأهُم المَلاكُ المبشِّر تجسُّد ابنِكَ المَسيح، فنبلغَ بآلامِهِ وصليبهِ مَجدَ قيَامَتِهِ – بربِّنا يَسوع المَسيح الإله الحَيّ المَالِك مَعَكَ ومَع الرّوح القدس إلى دهر الدهور. آمين.

خاتِمَة:
لطالمَا كانت السَّمَاءُ مَن تدخَّلتْ فقلبَتْ كلّ مقاييس الفِكر البَشَري. ونحنُ اليَوم مَدعوّون للمشارَكة دائِماً في إطلالة الكنيسَة عبر أزمِنتهَا الليتورجيَّة، لأنَّهُ بهذه الإطلالة تأكيدٌ على انتمَاءْ يَسوع إلى بشريَّتِنا. تعَالوا جميعاً، ولنحمِل شموعَنا ومَصابيحَنا لملاقاة عريسِنا الذي سيُولد مِن أجل كلِّ واحِدٍ منَّا في مِذودٍ صغير، ولنكن بدورنا هذه الشموع الأربَعة التي سترافقنا طيلة هذا الزمَن المقدَّس مستعدِّين بالسَّهَر، والصوم، والصلاة، وكلّ أفعَال التوبة، لمُلاقاة الطِفل يَسوع الإلهيّ، طِفلُ المغارة، طِفلُ السَّلام وربُّ الأنام.

المَراجع

Liturgie

Icônes Carmélitaine

Vocation

Neuvaine

Prions avec Thérèse de Jésus

Rosario

Avec le Pape

Etude Bibliques

Prière et Méditation

Vive le Carmel

Chemin de Croix (Via Crucis)

Homélie

Chapelet du Saint Esprit