مقدّمة
يعتبر الفنّ المقدَّس من أسمَى
نشاطات العقل البشريّ؛ يهدف إلى التعبير عن الجمَال الإلهيّ غير المحدود، وبالتالي، إلى تمجيده وتوجيه المؤمنين إليه ليحمدوه ويشكروه.
الإيقونة البيزنطيَّة والكرمليَّة خاصَّةً، هي عبَارَة
عن فنّ طقسيّ مقدَّس ومميَّز، كسَائِر الفنون الكنسيَّة التي
تحمِلُ تاريخاً. كمَا وأنَّ لهَا هدفٌ روحيّ عميق. هذا
النوع من الفنّ الكنسيّ يُدعى في اللغة اليونانيَّة: "إيوغرافيَّا" أو "الصورة المقدَّسَة"،
لأنَّهُ يصوِّر المواضيع المقدَّسة. وهنا نخُصّ بالذكر
الراهبات الكرمليَّات الحبيسَات في دير كَرمَل والدة الإله والوحدة – حريصا، على جهودهنَّ الكبيرة في كتابة الإيقونات المقدَّسَة.
في الإيقونة رموزٌ متعدِّدة جدّاً، وسنحَاول مِن خلال هذه النافذة الصغيرة، "الإيقونات الكرمليَّة"،
أن نفهَمَ أهميَّة رموز الإيقونات المَوجودَة في كنائسنا، وأديارنا،
وبيوتنا، ولا سيَّمَا الإيقونات الخاصَّة بقدِّيسي الرَّهبانيَّة الكرمليَّة.
عِلماً أنَّ الرموز تطالُ جميعَ الألوان والخطوط الهندسيَّة للإيقونة،
وكيفيَّة توزيع المَشاهِد ووضعيَّة الجَسَد. فالإيقونة تنطلِق دائِماً من الواقِع في التاريخ والمَكان، لتنقلنا إلى واقِع متألِّه.
يُعرِّف الآبَاء القدِّيسون بالإيقونة أنَّهَا:
تَبقى لنا هذه النافذة الكرمليَّة الصغيرة، نقطة مهمَّة نلتقي فيها مَعَ الله، طالبينَ منهُ أن يَمنحَنا روحَ الإيمَان كي نمزُجَ مع ألوانِنَا، رجَاءَنا وشوقنا إلى الأبَديَّة، حيثُ لا حزنٌ ولا وَجَع، إلى حيثُ لم ترَهُ عينٌ ولم تسمَعهُ أذن. آمين.
L’icône est la manifestation de Dieu tel qu’Il se révèle dans l’homme...
Élisabeth de la Trinité est représentée sur cette icône dans le type de l'iconophore (c’est-à-dire porteur d'une icône).
Géante, à la fois immobile et en mouvement, Thérèse est debout devant le Dieu vivant et vivifiant...
Biche altérée courant après l'eau vive, colombe exilée cherchant son nid, telle nous apparaît ...
La composition de cette icône est nouvelle et adaptée au mystère de la Mère de Dieu...
....
....
....