Page d'accueil Articles
Liturgie

رتبة التّنزيل عن الصّليب وجنّاز المسيح في الطّقس البيزنطيّ

كتابة: الأب نوهرا صفير الكرمَلي


مقدّمة
لقد دخل ربُّنا وإلهُنا ومُخلِّصُنا يَسوع المَسيح آلامه ومجده بدخوله أورشليم ملكًا، والجمعَة المقدَّسَة هي دخول عميق في آلام ربِّنا لنحيَا في قيامتِهِ ونعيش مع الحَيّ القائم من بين الأموات.

الجمعة العظيمة، يوم الفداء، يوم التحوّل الأكبر في تاريخ الله والإنسان، يسوع المَلك يموت على الصّليب فيُجدّد كلَّ شيء ويجمعه فيه، ما في السّماوات وما على الأرض.

الجمعة العظيمة يومٌ عظيم ومميّز في تقليد كنيسة المسيح الجامعة، كلّ شيء يصمت في تلك السّاعة ويترقّب بألمٍ وفرح عظيمين. وتُقام الرتب المعدّة لدفن المسيح أو سجدة الصّليب أو خدمة التنزيل عن الصّليب وجناز المسيح.

تحتفل الطّقوس بهذه الرتبة بحسب تراثها وتقاليدها المتبعة. ولكن البعد اللاهوتيّ، والليتورجيّ، والإسكاتولوجيّ والعقائديّ يصبّ في عقيدة واحدة وإيمان واحد بشخص يسوع المسيح الّذي صلب، تألّم، مات وقام في اليوم الثالث.

رتبة التّنزيل عن الصّليب وجنّاز المسيح في الطّقس البيزنطيّ
- تقسم الرتبة إلى قسمين:
- خدمة التّنزيل عن الصّليب.
- خدمة جناز المسيح.

أوَّلاً: خدمة التّنزيل عن الصّليب
تبدأ رتبة التّنزيل عن الصّليب بالمجدلة للثالوث القدّوس الواحد في الجوهر. ثمّ آيات من المزمور 21 بين جوقين وبترنيم بيزنطيّ. ثمّ يتلو الكاهن الطلبات وعلى كلّ منها يجيب الخورس "يا رب ارحم" وبعد ذلك تُرنّم "الطروباريات" على اللّحن الثّاني وتُعاد اللاّزمة بعد كلّ آيتين "الربُّ هو الله وقد ظهر لنا. مباركٌ الآتي باسم الربّ". الكهنة وخدّام المذبح في لباسهم الكهنوتيّ الأحمر، وعند تلاوة الإنجيل المقدّس يستبدل اللّباس الكهنوتيّ باللّون الأبيض. بعد تلاوة الإنجيل يلبس الكهنة بطرشيلاتهم الخمريّة أو السوداء.

في أثناء التّرنيم يتقدّم الكهنة مكشوفي الرؤوس. فيحمل أحدهم سبانيّ من الكتّان الأبيض في صينيّة عليها زهور عطريّة وكمّاشة. والآخرون يرفعون الكَفَن على رؤوسهم بورع، ويكون وراءهم المتقدّم حاملاً الإنجيل المقدّس. ويخرجون من الهيكل، فيسيرفي الأمام حملة الشموع والصّليب ثمّ حملة السباني والزهور والمراوح والمبخرة، فحاملو الكفن. ويدورون في صحن الكنيسة، حتّى يصلوا إلى موضع الصّليب حيث صَمْدَة النعش مُعدَّة ومزيَّنة. فيقف الطّواف حول النّعش، ما خلا حاملي الكفن، فيدورون حول الجلجلة. ثمّ يضعون الكفن على الصمدة. ثمّ يُنزلون المصلوب عن الصّليب، ويضعونه على الكفن، ويكفِّنونه بالسباني والزّهور العطريّة، ويرشّونه بماء الورد. ثمّ يطوون عليه الكفن ويضعونه في النعش والإنجيل فوقه.

حينئذٍ يأتي المتقدّم ويسجد ثمّ يقبّل الإنجيل والمصلوب ويليه سائر الكهنة بعد ذلك يذهب الكهنة ويلبسونه حللاً بيضًا، بينما يتلو القارئ إحدى النبوءتين التاليتين، أو كلتيهما.
قراءة من نبوءة أشعيا النبيّ:" هوذا عبدي يتشوّه منظره أكثر من الإنسان... لا صورة له ولا بهاء فننظر إليه، ولا منْظرَ فنشتهيه" وقراءة ثانية من نبوءة حزقيال النبيّ :" وكانت عليَّ يدُ الربّ. فأخرجني الربُّ بالرّوح ووضعني في وسط البُقعة، وهي ممتلئةٌ عظامًا..."

ثمّ يتلو القارئ إحدى الرسالتين التاليتين:
فصل من رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل كورنتس تقول: "إن كلمة الصّليب عند الهالكين جهالة، أمّا عندنا المخلّصين فهي قوّة الله..." وفصل من رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل كورنتس تقول :" إن الخمير اليسير يُخَمِّرُ العجين كُلّهُ. فألقوا عنكم الخمير العتيق، لتكونوا عجينًا جديدًا، كما أنكم فطير.
ثمّ يتلو الكاهن فصل شريف من بشارة القدّيس متّى البشير الّذي يتكلّم عن اجتماع رؤساء الكهنة والفرّسيّون عند بيلاطس، والبحث في قول يسوع أنه يقوم في اليوم الثالث..."
وهنا إذا شاء المتقدّم، فله أن يتلو الإنجيل المقدّس قبل الطواف حالاً او بعده.

ثانيًا: خدمة جنّاز المسيح
تبدأ رتبة جنّاز المسيح بترنيم حالاً بالكاثزمة التالية: على اللّحن الأول :" إنّ يوسف التمس من بيلاطس جسمك الكريم، ثمّ حَنَّطهُ بطيوب مقدّسةٍ في أكفانٍ نقيّة…" ثمّ المجدلة. وبطلب من يسوع أن يظهر قيامته كما قال بعد ترنيم الكاثزمة، يتناول الكاهن المبخرة ويبخِّر النعش، وينشد التقريظة الأولى من القسم الأول من التقاريظ، فيعيدها الخورس، ثمّ يوصل سائر التقاريظ، فيما يصير تبخير الكنيسة والشّعب.

القسم الأول من التقاريظ يرنّم بين جوقين: "يا مسيح الحياة، قد وُضعت في قبرٍ. فتعجّب جنود الملائكة، الّذين مجَّدوا تنازلك ثم تُعاد هذه التقريظة بعد كلّ مقطع.

في نهاية القسم الأول من التقاريظ، يتلو الكاهن صلاة إلى يسوع المسيح، بأنّه اختارنا قبل إنشاء العالم لنكون قدّيسين، وبغير عيب أمامه بالمحبّة..." ثم يتناول الكاهن المبخرة ويبخّر النّعش، منشدًا التقريظة الأولى من القسم الثاني من التقاريظ، فيعيدها الخورس، ثمّ يواصل سائر التقاريظ، فيما يصير تبخير الكنيسة والشّعب.

وبعد نهاية القسم الثاني من التقاريظ، يتلو الكاهن صلاة إلى الربّ الإله، وشكره على ما أنعم علينا بالمعموديّة المقدّسة. ثمّ يتناول الكاهن المبخرة، ويبخّر النّعش، مُنشدًا التقريظة الأولى من القسم الثالث من التقاريظ، فيعيدها الخورس، ثمّ يواصل سائر التقاريظ، فيما يصير تبخير الكنيسة والشّعب لثالث مرّة ثمّ يتلى القسم الثاّلث من التقاريظ الّذي يقدّم التّسابيح لدفن المسيح الّذي هو مسيحيّ.

عندما يبلغ الخورس إلى التقريظة، يأخذ المتقدّم قمقمًا فيه ماء الورد، ويرشّ به النّعش والكنيسة منشدًا التقريظة التي يعيدها الخورس من بعده حتى ينتهي من الرش فيواصل بعد ذلك سائر التقاريظ.

بعد القسم الثّالث من التقاريظ يتلو الكاهن صلاة بأنّ الله في بدء الخليقة، قدّس اليوم السّابع، وباركه، والّذي لا يموت يُرى ميتًا ملفوفًا في كفن، ولكن يفيض منه ينبوع القيامة. ونشترك في أفراح قيامته وننشد له أناشيد الفرح للمسيح الإله. وفي الحال يرنّم تبريكات القيامة على اللحن الخامس: "مبارك أنت يا ربّ علّمني رسومك". ويختم نهاية التبريكات بثالوث القدّوس والتهليل. حينئذٍ يقول الكاهن "السينبَتي" الصغير وهو كناية عن طلبات لله الآب وللعذراء مريم والدة الإله. وفي الحال يرنّم "بالأكسابوستيلاري" التالي: "قدُّوسٌ الربّ إلهنا". ثمّ ينشد مزامير "الباكريّة"، أناشيد تسابيح على اللّحن الثّاني وهذه التسابيح تحدّث عن عظمة يسوع بقيامته المجيدة.

ثمّ تُنشَد المجدلة الكبرى، وفي أثناء المجدلة الكبرى تصير الدورة بالنّعش. فيمشي أولاً حَمَلة الصّليب والشموع والمراوح، ثمّ المرنّمون، فالكهنة، فحاملو النّعش على رؤوسهم، ووراء النعش نخبة من الشّعب، وبأيدي الجميع شموع موقَدة. فيطوفون حول الكنيسة ثلاث دورات كاملة، ثمّ يعودون إلى الصمدة ويقفون أمامها حاملين النّعش.

ويرنّم الخورس ترنيمة تتضمّن يوسف الرامي عند إنزال يسوع عن الصّليب، ووضعه في القبر، هنا يوضع النعش في محلِّه على الصمدة.

ثمّ يلتفت الكاهن إلى الشّرق ويسجد ويقول: "بصلوات آبائنا القدّيسين، أيّها الربّ يسوع المسيح إلهنا، ارحمنا". بعد ختم الصلاة، يتقدّم الإكليروس والشّعب لتقبيل الإنجيل المقدّس والمسيح الدّفين في النّعش.

فيوزّع عليهم المتقدّم أو أحد الكهنة زهورًا، فيما الخورس ينشد نشيداً على اللّحن الخامس، مضمون هذا النشيد، بأن يوسف الرّامي يتضرّع ويصرخ بأن يسوع البريء المانح الكلّ الحياة الأبديّة، وعظيم الرّحمة يتألّم بهذا الشكل الرّهيب، والّذي غرَّبه اليهود من العالم حسدًا، ولكنّه أفاض حياة ورحمة إلى الأبد. آمين

خاتمة
إنَّ غنى هذا اليوم العظيم المقدَّس، هو ما يَحملهُ لنا مِن معانٍ روحيَّة ولاهوتيَّة وبيبليَّة وليتورجيَّة، تنيرُ عيوننا على أنوار مَن ماتَ وقامَ مِن أجلنا، والذي بارتفاعِهِ على عود الصليب رفعنا معهُ أجمعين، وبقيامتِهِ جذبَ إليهِ الخليقة بأسرهَا.

يَبقى لنا هذا اليوم المقدَّس، نحنُ المَسيحيِّين، وقفة تأمَّل، وقفة قوَّة، بابن الله الذي دنا من المَوتِ بجَلالٍ وعظمَة، جاعلاً مِن خشبَة الصليب جسرَ عبور وبابَ خلاص. غارساً النّور والحَيَاة في لجَّة أعمَاق الجَحيم، وبانياً كنيسَتهُ المولودة بالدم والماء من جنبهِ المطعون بحربة، لتكونَ كنيسَة القيَامة التي لن تقوى عليهَا أبواب الجَحيم.

الـمـراجـع
- خدمة التنزيل عن الصّليب، وجناز المسيح الطبعة الثانية – حريصا 1986
- إيجيريا يوميّات رحلة من سلسلة النصوص الليتورجيّا – 5- رابطة معاهد اللاهوت في الشرق الأوسط، منشورات مجلس كنائس الشرق الأوسط، نقلها إلى العربيّة الأب نعمة الله الحلو، طبعة أولى 1994 – بيروت لبنان
- القوانين الرسوليّة، سلسلة النصوص الليتورجيّة رقم 6 – تعريب الأب جورج نصّور، جامعة الروح القدس الكسليك – 2006 – بيروت لبنان.
- سَاعَة المَجد (الأسبوع العَظيم المقدَّس)، سِلسِلة الدراسَات الليتورجيَّة رقم 2، تأليف الأب فؤاد الصَّايغ والأب إيلي شَتَوي، طبعَة أولى 2006.

Liturgie

Icônes Carmélitaine

Vocation

Neuvaine

Prions avec Thérèse de Jésus

Rosario

Avec le Pape

Etude Bibliques

Prière et Méditation

Vive le Carmel

Chemin de Croix (Via Crucis)

Homélie

Chapelet du Saint Esprit