ثوب الكرمَل المقدَّس وظهورات لورد وفاطيما
"لم أُشاهِدها أبدًا بهذا الجمال من قبل"!
(القدّيسة برناديت سوبيرو)
• المكان والزمان: لورد، في 16 تموز سنة 1858، عيد الطوباويَّة مريم العذراء سيِّدة جبل الكرمَل.
إنّ النداء الذي لا يُقاوَم، والذي اختفى لمدّة ثلاثة أشهر، قد دفعَ بالقدِّيسة برناديت سوبيرو، نحو مغارة مَسَّابييلْ. لم تقُلْ العذراء مريم شيئًا في هذا اليوم؛ وسيكون ظهورها، هو الظهور الثامن عشر والأخير.
"لم أُشاهِدها أبدًا بهذا الجمال من قبل"، هذا ما صرَّحَتْ به برناديت. لقد نوَّهَ أسقف تارب ولورد المطران تِيَاس، في رسالةٍ بمناسبة المئويّة للظهور، في العاشر من تموز سنة 1958 بما يلي:
"إنّ اختيار السيّدة العذراء لهذا التاريخ في زيارتها الأخيرة للمغارة، يكشفُ عن نيَّةٍ لها. أَلَمْ تُرِدْ لَفْتَ انتباهنا إلى وجوب الإحتفال بتاريخ 16 تموز، وبتذكيرنا بأنّ لَقَب سيّدة الكرمَل هو عزيزٌ بشكلٍ خاصٍّ على قلبها؟ أَلَم تُرِدْ أيضًا التعبير عن أفضليَّتها لرهبنة الكرمَل بكاملها، لروحانيّتها، لقدّيسيها، لمعلّميها، ولكلّ الذين ينتمون إليها مهما اختلفت صفاتهم؟"
• المكان والزمان: فاطيمَا - البرتغال، الظهور السادس والأخير للطوباوية العذراء مريم للأطفال الثلاثة في 13 تشرين الأوَّل 1917.
لقد أعلنت السيّدة العذراء في ظهورها الخامس في فاطيما يوم 13 أيلول سنة 1917 للأولاد الثلاثة، بأنّهم سيَرَونها بلباس ثوب سيّدة الكرمَل المقدَّس. وفي آخر ظهورٍ لها في 13 تشرين الأوَّل سنة 1917، تراءَت السيّدة العذراء للأولاد وهي ترتدي ثوبها الكرمَلي المقدَّس.
في شهر آب سنة 1950، سُئِلَتْ الأخت لوسيا إحدى الرؤاة الثلاثة التي وبطلبٍ من العذراء القدِّيسة، دخلت مذَّاك إلى رهبانيَّة سيِّدة جبل الكرمَل الحفاة عند الراهبات الكرمليات الحبيسات، عن سبب ارتداء السيّدة العذراء لثوب الكرمَل المقدَّس في ظهورها الأخير في فاطيما، فأجابت: "لأنَّ سيّدتنا ترغب بأن يَلبَس أبناؤها البشر هذا الثوب". ومن جهته، أعلن المطران دا سيلفا أسقف ليرِّيا، بأنَّ الثوب يشكّلُ جزءًا أساسيًا من رسالة فاطيما”. (من أرشيف الراهبات الكرمليَّات الحافيات – كويمبرا \ البرتغال)
تتدخَّل العذراء عندما تهرع إليها القلوب، كما تتدخَّل اليوم أيضًا عند طلب شفاعتها.
ومريم لا تزال أمًّا في كلّ زمان وجيل! إنّها أمّ الله، إنّها أمّ الكنيسة المقدَّسة، إنّها أمّ البشرية، وهي تبرهن عن قدرتها وشفاعتها من خلال ظهوراتها المتعدِّدة في لورد، في فاطيما، في مديوغورييه، في الشرق والغرب.
فإليها ترتفع أيضًا صلاتنا في كلّ حين. آمين.