الظهور السادس والأخير للطوباويَّة العذراء مريم والدة الإله، سيِّدة فاطيما – البرتغال يوم 13 تشرين الأول 1917
«أنا سيِّدة الورديّة»
عكفَت الجماهير، التي تقدَّر بحوالي 60 ألفًا، على تلاوةِ السبحة الورديَّةِ وإنشادِ بعضِ الترانيم.
أحد الحضور: «إن لم تحدُث الأعجوبة، فمصيرُكم الموت».
لوسيا: «سيكون من دواعي السّرور أن نصعَد مِن هنا مع العذراء إلى السّماء».
أمرَت لوسيا بإغلاق المظلاّت، فأطاعتْها الجماهير رغمَ أنَّ المطرَ في ذلكَ اليوم كان غزيرًا، إذ بلوسيا تهتِفُ: «أنظروا البريق، ها هي!… ها هي!…» أمَّا والدتها فاعترضَت عليها: «تمعّني جيِّدًا، يا ابنتي».
وقالَ فيما بعد شاهدٌ عيان: «كانَ وجه لوسيا يظهر رائعًا رويدًا رويدًا، وخدَّاها موردين».
هذا وأخذَ ثلاثهُم يتمعّنون في الرؤيا. وكما حدثَ في الثَّالث عشر من أيلول، رأَت الجماهير غيمة بيضاء تخيّم فوقَ رؤوسِهم، كأنَّها دخان البخور، ثمَّ تلاشَت فجأة.
وضعَت العذراء قدمَيها فوقَ باقة ورد جمعتها الإبنتان من مرعَى فالينوس. وكانت سبحتها في يدها.
لوسيا: «من أنتِ، يا سيِّدتي؟ وماذا تريدين منّي؟»
السيّدة: «أنا سيِّدة الورديّة، وقد أتيتُ لأطلبَ إلى البشرِ أن يغيِّروا سلوكهُم وأن يتلوا السبحة الورديَّة كلّ يوم. إنّي أريدُ أن تشادَ هنا كنيسة على اسمي. وإن أصلَح البشر سلوكَهُم، تنتهي الحرب ويعود الجنود إلى بيوتَهم».
لوسيا: «لديَّ الشيء الكثير أعرضَه عليكِ، أيَّتُها السيِّدة».
السيِّدة: «سأمنحكِ بعضَ ما تطلبين، وأمّا الباقي فلا. على البشر أن يحسِّنوا سيرتهم. وأن يندموا على خطاياهم». وإذ بوجهها يكفهِرّ، وصوتها يبدو مستجديًا: «قولي لهم ألا يهينوا السيِّد المسيح. فقد أفرطَ البشر حتّى الآن ف إهانتِهِ». ثمَّ بسطَت يديها – وهذه العلامة كانت معروفة لدى الأطفال – وأشارت بأصبعِها إلى فوق، وإذا بالشمس تظهرُ من جديد. وآنذاك احتجبَت السيِّدة عن الأنظارِ فصرَخت لوشيا: «إنّها تركتنا، أنظروا الشمس». ». وتوقّفَ المطر فجأة، وتبدَّدَت الغيوم، وبانت الشمس كأنها أسطوانة من ذهب برَّاق، تحيطُ بها أشعَّةً لامعة كأنّها من الجواهِرِ، وكان بوِسعِ الجميعِ أن ينظروها، دون أن تُبهِر أبصارَهم.
يتبع في المقال الثاني
(أعجوبة الشمس والظهور الأخير للطوباويَّة العذراء مريم والدة الإله، سيِّدة فاطيما – البرتغال 13 تشرين الأول 1917)