Page d'accueil Notre spiritualité
Marie Dans Notre Vie
Marie Dans Notre Vie

صلاة الكرمَل إلى مريم

لقد امتازت رهبانيّة الكرمَل الملقّبة «بأخوة الطوباويّة مريم العذراء» بطابعها المريمي. فمنذ تأسيس أوّل معبدٍ على إسم السيِّدة، على جبل الكرمَل، والرهبانيّة توجّه نحو أمِّ الله أصدقَ العواطف البنويّة وأحرَّ الإكرام وأتقاه. وقد ترسّخ هذا الإكرام لمّا أظهرت العذراء حمايتها الوالديّة للرهبانيّة في الظروف التي واجهتها عند انتقالها من جبل الكرمَل في الشرق إلى الغرب. فبينما كانت الرهبانيّة مهدَّدة بالإلغاء، تضرّع القديس سمعان ستوك، 1252 الرئيس العام للرهبانيّة، إلى العذراء مريمَ لكي تشفع بالرهبانية التي اتخذتها أمًّا وشفيعةً، بهذه الصلاة:

زهرة الكرمل وكرمًا سخيًّا
عون النصارى بهاءَ السماء
أمًّا حنونًا، بتولاً نقيةً
أبسطي حمايتك على رهبانيتك…


وفي أثناء الصلاة، ظهرت له العذراء يوم 16 تمّوز، وأعطته إنعام الثوب المقدَّس بهذه الكلمات: "هذا الإنعام لك ولأبنائك من بعدك. كلُّ من يموت لابسًا هذا الثوب لن يذوقَ عذابَ النار، بل يخلص". وتحوّلت ذكرى هذا الحدث المريمي الكبير عيدًا سنويًا لسيِّدة جبل الكرمَل أو سيِّدة الثوب (16 تموز). ورغب الكثير من العلمانيين والكهنة في حمل ثوب العذراء والدة الإله، فانتشرت هذه الطريقة في إكرامها في الغرب، وتأسَّست الأخويّات على اسمها، وانتسب الكثيرُ منهم إلى الرهبانيّة الكرمليّة إكرامًا للعذراء؛ فكانت رهبانيّة الكرمَل العلماني، إلى جانب الرهبان والراهبات، وانتشرت في الشرق ابتداءً من القرن السابع عشر. ولما قدم الكرمليون إلى لبنان، سنة 1643، نشروا إكرامَ ثوب الكرمَل المقدَّس، ودخل عيدُ سيدة الثوب لائحة الأعياد المريميّة في كنيسة لبنان.

وثوبُ الكرمَل هو كناية عن قطعتين من القماش البنّي على أحدهما صورةٌ لسيِّدة الكرمَل وعلى الأخرى صورةٌ لقلب يسوع، مربوطتين بخيطٍ ويُحمَل الثوبُ على الظهر والصدر. ويمكن إبدال الثوب بإيقونة سيِّدة الكرمَل المعدنيّة.

ويحمل المؤمنَ الثوبَ كعلامة إكرامٍ شخصي للعذراء التماسًا لحمايتها وشفاعتها. وعادةً ينال المؤمن ثوبَ سيِّدة جبَل الكرمَل من راهب كرمليّ أو كاهن يفوِّضه رئيس الرهبانية؛ وعندها يلتزم المؤمن ببعض الواجبات أو المقتضيات المسيحيّة العامة والتأمل في الإنجيل على غرار مريم.

شهادات مريميَّة في حياة بعض قدّيسي الكرمَل
احتلّت مريم مكانةً مميزة جدًا لدى قدِّيسي الكرمَل، منهم:
القدِّيسَة تريزا ليسوع الأفيلية: لم تستطع فصل حياتها وخبرتها الروحيّة عن مريم. وقد تعلّقت تريزا، منذ طفولتها، بالعذراء القدِّيسَة، فكانت تصلّي المسبحة مع والدتِها. وبعد دخولها الكرمَل، عبَّرت عبر تعاليمها، أنَّ الكَرمَل هو رهبانيَّة العذراء مريم، والقوانين وأديار الرهبانيّة الكرمليّة هي كلّها مريميّة. وفي تعاليمها وكتاباتها شدَّدت على أهميَّة الإلتزام بارتداء ثوب الكرمَل المقدَّس، فهو العلامة التي تربط الرهبانيّة بمريم. كتبت تقول: “مَا أكثرَ قدِّيسينا في السَّماء الَّذين لبِسُوا الثوب الذي نلبَسُهُ! فلنَفخَر فخراً مقدَّساً، بفضل الله، بأن نكونَ مثلهُم. إنَّ المعركَة زمانُهَا قصير، أمَّا الغاية فأبديَّة”.

القدّيس يوحنا الصليب: خلّصته العذراء من الغرق وهو في الخامسة من عمره. وأمضى حياته كلّها، كما يقول، تحت حماية مريم التي انقذته، أكثر من مرّة، في ظروف صعبة وخطيرة. وقد علّم القديس يوحنّا الصليب الرهبان الاقتداء بمريم.

القدّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس: نعرف عنها أنها لما اختبرت منذ طفولتها الألم والمرض، التفتت نحو السيدة العذراء والتمست منها الرأفة بحالتها. وفي أثناء مرضها الأخير قالت تريز لأختها سيلين: «لقد حلِمتُ دومًا بأن أكتبَ نشيدًا أعبّر فيه للعذراء عن رأيي فيها». فكانت قصيدتها الرائعة «لماذا أحبّكِ يا مريم»، وللتعبير عن مدى شكرها ليسوع حين وهبنا مريم كأم قالت: «مسكينة مريم العذراء، فأنا لا أحسدها، لأنه ليس لديها مريم العذراء».

الطوباوية أليصابات للثالوث: تأملت في مريم منذ البشارة من خلال موضوع شَغَلَ فكرَها وقلبها وكلّ حياتها ألا وهو سكنى الثالوث في نفسها. «بقدوم الثلاثة إلى مريم، كلّ السماء انفتحت ومالت وانحنت تعبد السرّ، هذا الإله الذي تجسّد في هذه العذراء الأم».

مريم تريد أن تقودنا دائماً إلى يسوع، تريدنا أن نعرف كم أحبَّنا، وكيف مات على الصليب وقام من بين الأموات من أجلنا.

مريم تريدنا أن نفهم، أن السلام في العالم اليوم متعلّق بفهمنا لهذا السرّ العظيم المقدَّس، وقدرتنا على العيش لأجله في حياتنا اليوميّة. ولا يمكن أن يتحقَّق اتحادُنا بربنا وإلهنا ومخلِّصنا يسوع المسيح من دون التوبة والصلاة. لذلك ستبقى مريم المرشد الأهم لحياتنا الروحيّة والمسيحيّة.

Le Prophète Elie

La Règle Du Carmel

Marie Dans Notre Vie

L'oraison