«نبيَّة الله لعصرنا» - القدّيسة إليزابيت للثالوث الكرمليَّة

كتابة الأب نوهرا صفير الكرمَلي

«نبيَّة الله لعصرنا»، هذا ما قالهُ عنها البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني يوم تطويبها. هي قدّيسة كرملية راسلت العديد من العلمانيِّين لتزرع في نفوسهم شعلتها الصوفية، هي القائلة: "رسالتي في السَّماء، سوف تكون بأن أجذبَ النفوس، بمساعدتي إيَّاها على الخروج من ذواتها كي تنضمَّ إلى الله". ". نعم هذه هي الراهبة الحبيسة التي لم تتخطّى عتبة حصنها الكرمَلي، فكانت المسبَّحة بمجدهِ. توفّيت عند مطلع القرن العشرين، عن عمرٍ ستة وعشرين ربيعًا، وهي في ملء إيمانها الفصحيّ بيسوع القائم من بين الأموات.

إنَّ بريقَ إليزابيت يُشعُّ يومًا فيومًا، فتصبح ببريق تعليمها مرتبطة بنا بملء روح الأخوَّة الحقّة (راجع كتاب القداس الكرمَلي)، ومع كونها تسبحة مجدٍ للثالوث الساكن في عمقِ أعماقها، عرفت كيف تواجه الألم في مرض لا علاج وشفاء منهُ، إلاَّ أنَّ دعوتها هي بأن تُخرجنا من عزلتنا لتقود خطواتنا في البحث عن الله، هذا الكنز الساكن فينا، وتدعم خطواتنا بقوّة نفسية ثابتة بالإيمان، لتقود حياتنا نحو طريق السعادة الحقيقية للدخول في صلب الحياة اليومية، وكونها قديسة الشبيبة فهي تضعنا في قلب ثالوث إله الحُبّ، لتُرشِدَ أقدامنا إلى سبيل السلامة.

في قصائدها ورسائلها وكتاباتها، علّمتنا كيف تكون حياتنا الإجتماعية والدينية هي من صلب اهتماماتنا اليومية، لنكون أبناء هذا العصر، نحملهُ، نعمل فيه برجاء الحياة التي وهبنا إياها الله.

إنَّ إسم إليزابيت ـ أي بيت الله ـ دخل في دائرة قدّيسي رهبانيَّة سيّدة جبل الكرمَل، وعن هذه الدائرة قالت : "نحن في رهبانيَّة مقدَّسة، كلُّ شيءٍ فيها مقدَّس، في الثوب الذي نلبسهُ روحُ البساطة وفقرنا الرّهباني، في المسبحة الخشبيَّة التي هي أثمنُ المجوهرات، في المعطف الأبيض الذي نلبسُهُ وعودٌ أبديَّة لرسمٍ قطعناهُ لربّنا. هذه الحياة الكرمليَّة البسيطة هي مُعدّة من قبل إنشاء العالم لتستجيب الى توقّعات الحياة الروحية الباطنية، التي يُطالب بها رجال عصرنا ونساؤنا اليوم وقد غابت في عدّة بيوتٍ رهبانية، عسى الأمّ القدّيسة تعود لتعالج هذا الأمر". إنَّ إليزابيت هي إمرأة تصغي، تقرأ، تحفظ كلّ شيء في قلبها كما العذراء مريم القدّيسة. هذه النفس القدّيسة هي معلّمة كبيرة في الحياة الروحيّة، كونها تلميذة أمينة مخلصة، وابنة حقيقية في مدرسة أولى ملفانات الكنيسة القدّيسة تريزا ليسوع "الأفيليَّة" والقدّيس يوحنا للصليب.

إنَّ اختبارات هذه القدّيسة الفرنسيَّة يمكن أن تصبح الباطنية منفذًا إلى ملء الألوهة في قلب الثالوث الأقدس، وذلكَ عبر فسحة كياننا: فالآب ينبوع؛ والعروس الإلهيّ الحبيب يُشبع النفس في ليل الحواس؛ والروح ينير آفاق الحياة كلّها.

تأثَّرت القدّيسة إليزابيت برسائل القديس بولس، فتبنَّت نشيدهُ إلى أهل أفسس، لتُدعى "تسبحة المجد" ولتكون "المسبَّحة بمجدهِ".

من هنا أوليست هذه الغاية من وجودنا في العالم هي باقتسام ذات حياة الله ـ في الأقانيم الثلاثة ـ اقتسامًا وجدانيًا فندعَه يحبّنا في كلِّ شيء؟ أوليس عالمنا اليوم هو بأكثر حاجة إلى هذه الإضافة في النفس لتغدو سُكنىً للثالوث؟

إنَّ جميع قدّيسي رهبانيَّة سيّدة جبل الكرمَل، كتبوا قصائد روحيّة وفنيّة. وهذه النعمة هي اختبار حميم في علاقة الخالق مع المخلوق. إليزابيت التي تملِك روح الفنّ واللحن والموسيقى، قد تركت معهد "ديجون" للموسيقى لتغوصَ في عالم تناغم الحُبّ الأبديّ الذي وضعَ فيه الله مناهجهُ على الأرض، في سماء الروح. وهي الآن، ستعمَل على أن تكون سماؤها بأن تجذب جميع الباحثين عن الله الثالوث في طريق الروح، هذا الطريق الذي جعله هو نفسُهُ، بأن يجدَ الله مجدَهُ دائمًا في أبنائهِ.

Liturgie

Icônes Carmélitaine

Vocation

Neuvaine

Prions avec Thérèse de Jésus

Rosario

Avec le Pape

Etude Bibliques

Prière et Méditation

Vive le Carmel

Chemin de Croix (Via Crucis)

Homélie

Chapelet du Saint Esprit