ماذا يسألني طفلُ المغارة بمناسبة العيد؟

كتابة الأب ريمون عبدو الكرمَلي – الرئيس الإقليمي للكرمَل في لبنان

في فترة الميلاد نسعى غالبًا لأساليب جديدة لكي نعبر عن مشاعرنا بالفرح وأمنياتنا بالخير والبركة للجميع، وفي كلّ سنة نبحث عن أفكار جديدة وصور جديدة... وفي هذا الأمر استسلام لفكرة المجتمع الإستهلاكي وأسلوبه الذي يبحث دومًا عن صور ومواد جديدة نشتريها لكي نبيعها ومن ثم لكي نبحث عمَّا يحلّ محلها لكي ينمو الإستهلاك... ويبقى صاحب العيد هو المركز الذي تحيد عنه الأبصار عن سابق تصميم أو عن سطحية تتحوَّل مع الأيام إلى أسلوب عيش الكثيرين من بيننا.

فهل علينا أن نبحث اليوم عن أفكار استهلاكية جديدة لكي نقول لبعضنا ما يحمله الميلاد إلينا؟ وماذا يقول لنا الطفل المولود في المغارة اليوم؟

عندما نقف أمام المغارة الموجودة في بيوتنا وفي ساحات ضيعنا ومدُننا، هل نتوقف لحظة أمام رغبة قلبه؟ هل نتساءل: "ماذا يريد أن يقول لي أنا شخصيًا اليوم هذا الطفل العجيب؟
أعتقد أنَّ يسوع الطفل يدعوني من قلب المغارة إلى أن أفهم الحنان الكبير الموجود في قلب الله، الحنان الذي دفعه لكي يصبح طفلاً متواضعًا لكَ يعبّر عن حنانه نحوي أنا، لكي يقول لي أنه لا يريد أن ينظر إليّ نظرة الإله الكبير الذي يبعث الخوف في قلبي أنا الخاطىء.
بل يسوع هو الله، الذي يريدني أن أرتاح بقربه،
يريدني أن أشعر بالأمان إلى جانبه.
يريدني أن أتعلّم منه ممارسة هذا الحنان تجاه الذين يعيشون معي في بيتي أولاً.
يريدني أن أعبِّر عن هذا الحنان والبراءة مع الذين سببوا لي الألم والإنزعاج، لكي يفرحوا هم أيضًا في الميلاد

يريدني أن أكون كذلك مع الأهل والأقارب الذين يقاسموني الحياة اليوميَّة.
يريدني الطفل اليوم، أن أتذكَّر أنّه الله الذي يحبّني كثيرًا، ويريدني أن أتعلّم تقبّل هذا الحبّ في حياتي.
يريدني أن أتعلّم، كيف أنقل هذا الحبّ إلى جميع من هم من حولي بفرح.
يريدني كذلك أن أنقله إلى هؤلاء الذين ملأ الحزن والمآسي حياتهم، والذين لا يعرف الفرح سبيلاً إلى قلوبهم.
يريدني أن أتذكَّر هذه اللحظات لمدَّة الـ365 يوم المقبلين، لكي يصبح الميلاد نمطًا في حياتي.
يريدني الطفل يسوع أن أنظر إليه كالنجمة التي تلمع في سماء حياتي، فأتركها تقودني في الإتجاه الحقيقي الوحيد.
يريدني أن أنظر إليه مثل رعاة بيت لحم، وأن أتركه ينظر إليّ نظرته إلى الشاب الغني، وأن أنجذب نحوه مثل إرميا وأشعيا.
يريد الطفل اليوم، أن تمتلىء حياتي بالفرح فأقدر أن أحمل الفرح إلى الآخرين دون أن أقدّم هدايا، بل أن يكون حضوري فقط هو مصدر الفرح في حياة جميع من هم من حولي.
وُلِدَ المسيح – هللويا

" الميلاد هو عيد الإيمان بابن الله الذي تجسّد، كي يعيد للإنسان كرامته البنويّة التي فقدها بسبب الخطيئة والعصيان.

"الميلاد هو عيد الإيمان في القلوب التي تتحوّل إلى مغارة كي تستقبله، في النفوس التي تسمح لله بأن يجعل بذور الرجاء، والمحبة والإيمان تنبت من جذع فقرهم.

"اليوم هو مناسبة جديدة، كي نتبادل المعايدات الميلاديّة، وكي أتمنّى لجميعكم عيدَ ميلادٍ مقدّس وفَرِحٍ، وسنةً جديدة سعيدة.

"ليفتح الميلاد أعيننا، كيما نتخلّى عن ما لا حاجة له، وما هو كاذب ومؤذٍ وزائف، كيما نرى ما هو صادق وصالح وحقيقيّ. أطيب التمنيات حقًّا!"
البابا فرنسيس

Liturgie

Icônes Carmélitaine

Vocation

Neuvaine

Prions avec Thérèse de Jésus

Rosario

Avec le Pape

Etude Bibliques

Prière et Méditation

Vive le Carmel

Chemin de Croix (Via Crucis)

Homélie

Chapelet du Saint Esprit