قَامَت الـمَلِكَةُ، ورُفِعَتْ نَفسًا وجَسَدًا إلى الأَمـجَادِ السَّماويَّة

كتابة الأب نوهرا صفير الكرمَلي

"... أَيُّهَا الرَّبُّ، الآبُ القدُّوس، ... إِنَّكَ لـم تَسمَح للبَتولِ بأَن تَـختَبِرَ فسَادَ القبُور، ... فإِنَّ البَتولَ والِدَةَ الإِلَه، قد رُفِعَت اليَومَ إِلى مَـجدِ السَّمَاء". (من مقدِّمَة القدَّاس اللَّاتيني في قدَّاس العَشيَّة والنَّهار، 14 – 15 آب)

إِنَّ مـَجْدَ اللهِ الآبِ، يظهَرُ ويَتَجَلَّى في قداسَةِ الطوبَاويَّة مريـَم العذراء أَثنَاء حيَاتـِهَا الأَرضيَّة، مُتَوِّجًا في رُقَادِهَا وانتِقَالـِهَا بالنَّفسِ والـجَسَد إِلى أَعالي السَّمَاء، على أَنـَّهَا استِمراريَّة لِقيَامَةِ الرَّبّ الـمُقدَّسَة، وصعُودِهِ الـمَجيد وجلوسِهِ "عن يـَمين الله".

إِنَّ تـحديدَ رُقَادِ وَالِدَةِ الإِلَه، وَعَقيدَةِ انتِقَالـِهَا إِلى السَّمَاء نفسًا وجَسَدًا، أَعلنَهَا البَابَا بيُوس الثَّاني عشَر سنة 1950، قائلًا: "نؤَكِّد، ونُعلِنُ، ونـُحَدِّد عقيدَةً أَوحَى بـهَا الله، وهي أَنَّ مريَـم أُمَّ الله الطاهِرَة، مريَـم الدَّائِمَة البَتوليَّة، والفَائِقَةَ البَركَات الـمَجِيدَة، بعدَمَا أَتـمَّت مَسيرَة حيَاتـِهَا في الأَرض، رُفِعَت بالنَّفسِ والـجَسَد إِلى الـمَجدِ السَّمَاويّ". إنَّ القراءَات الليتُورجيَّة في قدَّاس العَشِيَّة وقدَّاس النَّهار، تتَمَحوَر كلُّهَا على أَهميَّة قيَامَة الرَّبّ الـمَجِيدَة مِن بين الأَموات، وفي القراءَة الثانِيَة لقدَّاس النَّهَار مِنَ القدِّيس بولس لأَهلِ قورنتُس (قور 15: 20 – 27)، تقول: "إِنَّ الـمَسِيحَ قد قامَ مِن بين الأَموات، وهو بكرُ الَّذينَ مَاتوا فقَد أَتى الـمَوتُ عن يَدِ إِنسَانٍ، وعَن يَدِ إِنسَانٍ تكونُ قيَامَةُ الأَموات. وكمَا يـموتُ جميعُ النَّاسِ في آدَم، فكذلِكَ سَيَحْيَون في الـمَسِيح..."

ِإِنَّ مريَـم هي حوَّاء الـجَديدَة. إِتَّحدت إِتِّحادًا وَثيقًا بابنِهَا، ربِّنَا، وإِلـهنَا، ومـُخَلِّصِنَا يسوعَ الـمَسِيح، آدَمَ الـجَديد، الَّذي بـمَوتِهِ أَبَادَ الـمَوت، وَوَهَبَ الـحَيَاة للَّذينَ في القبور. "فأَينَ يَا مَوتُ، نَصرُكَ؟ وأَينَ، يَا مَوتُ، شَوكَتُكَ؟" (مِنَ الرِّسالة الثانية في قدَّاس العَشِيَّة ليوم 14 آب، قورنتس 15: 54 ب – 57).

إِنَّ انتِقَال القدِّيسة مريَـمَ البتُول، أُمَّ الفادي الإِلـهيّ، بنَفسِهَا وَجَسَدِهَا إِلى مـَجدِ السَّمَاء، يـَجعَلُ مِنهَا عروسَةَ الثالوث الأَقدَس، إِنَّـهَا: إِبنَةُ اللهِ الآبِ، وأُمَّ الإِبِن الوحيد، وعَروسَ الرُّوحِ القدُس.
مَعَ مريـَم، في مريَـم، وبواسِطَتِهَا، تـحَقَّقَ تَصمِيمُ اللهِ الآبِ الـخَلاصِيّ، الَّذِي وَعَدَ بِهِ منذُ سقُوطِ آدَمَ وَحَوَّاء: "وأَجعَلُ عداوَةً بينَكِ وبينَ الـمَرأَة، وبينَ نَسلِكِ ونَسْلِهَا، فهو يَسحَقُ رأسَكِ، وأَنتِ تُصِيبِينَ عَقِبَهُ" (سفر التكوين 3: 15).

مِن مَريَـمَ ظهَرَ للعَالـم، كَلِمَةُ اللهِ الـمُتَجسِّد، ومعَهَا بدأَت الشَّرِكَة بالرُّوحِ القدُس بين اللهِ والإِنسَان. إِنَّ مـَحَبَّةَ الآبِ مَلأَتْ مَن هِيَ الطَّالِعَة كالشَّمس، والـمُشرِقَة كَنَجْمِ الصَّبَاح، وَصَنَعَتْ بهَا العَظَائِم، وَنِعمَةُ الإِبنِ خَلَّصَتهَا، وحلولُ الرُّوحِ عليهَا يومَ بشَّرهَا الـمَلاك، قَدَّسهَا.

إِنَّ الإِنتِقَال يـَجْعَلُهَا نـموذَجًا لِعَمَلِ اللهِ الثالوث في كلِّ واحِدٍ مِنَّا، في دَعوتِهِ الشَّامِلَة إِلى عيشِ القَداسَة في قلبِ هذا العالم، وفي دَعوَتِهِ الـخَاصَّة وَسَطَ مَسيرَةِ شَعبِ الله. ويـَجعَلُ منهَا قُدوَةً في اختِباراتِ الإِنسان اليومِيَّة مع عَمَل الله، ومشروعِهِ الـخَلاصِيّ.

إِنَّ انتِقَال البَتُولِ الوالِدَة بالنَّفسِ والـجَسَد، مُشَاركَةً فريدَة في قِيَامَةِ ابنِهَا وصعُودِهِ الإِلـهيّ بالـمَجد إِلى أَعَالي السَّمَاء، فبقوَّةِ قيَامَةِ ابنِهَا، قَامَتْ ورُفِعَت إِلى حيثُ الآب، والإِبن، والرُّوحِ القدُس، مَنْ حَـمَلَتْ الإِلَه لا يـُمكِن أَن تَـمَسَّهَا فَسَادُ القبُور. في قيَامَةِ مَريَم مِن بين الأَموات وانتِقَالـِهَا بالـمَجدِ نفسًا وجَسَدًا، هو استِبَاق لقيَامَةِ القلوب، ومُشَاركَة النفُوس الـمُفتَداةِ بدَمِ ابنِهَا الفَادِي والرَّبّ في الأَمـجَادِ السمَاويَّة، وقيَامَة أَجسَاد الأَموات الرَّاقِدين في نـِهَايَة الأَزمِنَة للمُشَاركَة في هذا الـمَجد.

إِنَّ الإِحتِفَال بانتِقَالِ أُمِّ الله إِلى الأَمـجَاد السَّمَاويَّة، في كُلِّ مَا يَتَضَمَّنُهُ، هو إِعلان لكَرامَة الإِنسَان في نفسِهِ وجَسَدِهِ، ولـمَصِيرهِ الأَبَدِيّ الَّذي يتَسَاءَلهُ الكَثيرون، في "ماذا بعدَ الـمَوت؟"

في انتِقَالِ الكُليَّةِ القدَاسَة إِلى السَّمَاء، لم تَغِبْ أُمومَتهَا في قلبِ الكَنِيسَة الـمُقَدَّسَة وَرِسَالتِهَا، فهي الأُمّ، والشَّفِيعَة، والـحَامِيَة لأَبنَائِهَا في سَفَرِهِم الأَرضيّ في قلبِ هذا العَالم، وَسَطَ مـِحَنِهِ، واضطِرابَاتِهِ، وصعُوبَاتِهِ، ... تَضْرَعُ وتَشْفَعُ مِن أَجلِهم، طَالِبَةً لـهُم مِلءَ النِّعَم الَّتي تَضْمَنُ خَلاصَهُم الأَبَديّ، والكَنيسَة الـجَامِعَة الـمُقدَّسَة مَا بَرِحَتْ تَدعوهَا: "الـمُحَامِيَة"، "نَصيرَةَ الـمَسِيحيِّين الَّتي لا تـخزَى"، "الـشَّفُوقَة"، "الـشَّفِيعَة"، "الوَسِيطَة" ...، وغَيرهَا مِن الأَلقَابِ الكَثِيرة. دونَ أَن نَنسَى الصَّلَوات في الطقُوسِ الليتُورجيَّة كَافَّةً، لا تتوقَّف عن طَلَبِ شَفَاعَتِهَا، لأَنَّ "صَلواتـِهَا هِيَ تَصحَبُنَا".

إِنَّ الكَامِلَةَ البَرَكَات، والـمَملوءَة نِعمَةً، منذُ تَكوينِهَا هِيَ بَريئَة مِن دَنَسِ الـخطيئة، حتى في نِيَاحِهَا ورُقَادِهَا هي مُـحَرَّرة مِن فسَادِ الـمَوت والقَبر. فهِيَ إِلى جَانب ابنِهَا وَوَحِيدِهَا إِيقونَةَ الـحُرِّيَّة في معنَاهَا الرُّوحيّ، وبُعدِهَا الإِنسَانيّ، الإِجتِمَاعِيّ، والسِّيَاسِيّ. إِنَّ الكَنِيسَة السَّائِرَة نـحو الـمَلَكُوت، بالنَّظَر إِلى مَريَم أُمِّهَا وَمِثَالـِهَا، تَفهَمُ فَهْمًا عَمِيقًا، مَعنَى دَورِهَا، وَرِسَالتِهَا، وأَبعَادِهَا، والبِشَارة بـِمَن مَاتَ وقَامَ مِن أَجل الـجَمِيع، تَلتَزِمُ بـِهَا دونَ أَيِّ خَوفٍ، أَو تَردُّد، أَو ...

إِنَّ الإِحتِفَال بانتِقَالِ الطوبَاويَّة أُمِّ الله إِلى الأَمـجَاد السَّماويَّة، هو مِن أَكثَر وأَكبَر الأَعيَاد القديـمَة للعَذرَاء مَريَـم الكليَّةِ القَداسَة، والدائِمَةِ البَرَكَاتِ الـمَجيدَة. هذا العيد، هو عيدٌ فِصحِيّ صَيفِيّ، هو عيدُ انتِقَالِ العَذرَاء لـِمَجدِ السَّمَاوات بالنَّفسِ والـجَسَد، بكَامِلِ شَخصِهَا، وكيَانـهَا البَشَريّ. هذا العيد، هو عَقِيدَة مِن أَهَمّ العَقَائِد الـمَسِيحيَّة في الكَنِيسَة الكَاثوليكيَّة. والعَقِيدَة في مَعنَاهَا، أَي: "حَقِيقَة إِيـمَانِيَّة إِلزَامِيَّة".

في كِتَابِ سِفر الرؤيَا لِلقدِّيس يوحَنَّا الإِنـجِيليّ والرَّسُول، إِشَارة إِلى مصير سَيِّدَتِنَا مَريَـم العَذرَاء، مَصيرَ مـَجدٍ يَفوقُ الوَصف، لأَنَّها متَّحِدَةً بشَكلٍ كبير بابْنِ اللهِ الوَحِيد، الَّذي بالإِيـمَان، وَلَدَتْهُ في الـجَسَد، وَحَـمَلَتهُ طِفلًا، وَقَاسَـمَتْ بالكَمَال مـَجْدَهُ في السَّمَاوات. يقولُ سِفر الرؤيَا: "ظهَرَت آيَة عَظِيمَة في السَّمَاء: إِمرأَة مُلتَحِفَة بالشَّمس والقَمَرُ تـحتَ قَدَمَيهَا، وعلى رأسِهَا إِكليلٌ مِن إِثْنَي عَشَرَ كَوكَبًا، حَامِلاً، تَصرخُ مِن أَلـمِ الـمَخَاض… فوَضَعَتْ إِبنًا ذكَرًا، وهو الَّذي سَوفَ يَرعَى جـميعَ الأُمَم بِعَصًا مِن حَدِيد" (رؤ 12، 1 – 2؛ 5).

"إِنَّ أُمَّ الله الطاهِرَة، في خِتَامِ حيَاتـِهَا الأَرضيَّة، قَد نُقِلَتْ نَفسًا وَجَسَدًا إِلى الـمَجْدِ السَّمَاويّ". هَكَذا آمَنَتْ الكَنِيسَة على مَرِّ العصُور. وهذا مَا حَدَّدَهُ قَدَاسَة البَابَا بُيوس الثَّاني عَشَر في اليَوم الأَوَّل مِن شَهرِ تشرين الثاني عام 1950، سنَةَ اليوبيل، عَقِيدَةً إِيـمَانيَّة بشَأنِ انتِقَال مَريَـم الـمَجِيد إِلى السَّمَاء، الَّذي يُشِيدُ بِهِ عيدُ اليَوم في العَالـمِ كُلِّهِ. وَظَهَرت عَقِيدَة رُقَادِ وانتِقَالِ العذراء بالنَّفسِ والـجَسَد إِلى السَّمَاء، أَيضًا في الطقوس الـمَسِيحيَّة الـمُبَكِّرة جدًّا، وكَذَلِكَ في إِفرادِ عيدٍ خاصٍّ لـهَا يوم 15 آب، يَسبِقُهُ صَومٌ مُدَّتهُ أَربعَةَ عَشَرَ يَومًا؛ مِن 1 آب حتَّى 14 آب، وقَد حَافَظَت عليهِ كِلتَا الكَنِيسَتَين الكَاثوليكيَّة والأورثوذوكسِيَّة حتَّى يَومِنَا هذا. وقَد عَمَّ هذا العِيد الإِمبراطوريَّة البيزنطيَّة مَا بين 588 – 603 م، وأَدخَلَهُ إلى كَنيسَة رومَا البَابَا تيودورس الأَوَّل (642 – 649 م)، وهو مِنَ الإِكليروس الأورشليميّ. وأَصلُ العيد، أَنَّ كنيسَة القُدس كانت تُقيمُ، منذُ القَرن الـخَامِس في مثل هذا اليَوم، عيدًا، ومَـحْفَلًا مُقَدَّسًا لوالِدَةِ الإِلَه عُرِفَ أَوَّلًا بعيدِ "رُقَادِ مَريَـم"، ثُـمَّ بعيدِ "انتِقَال القدِّيسَة مَريَـم"، منذُ القَرنِ الثَّامِن. واليَوم ضُمَّ الإِسمُ ليَكونَ: "رُقَادُ وانتِقَال مَريَـمَ العَذرَاء، وَالِدَةِ الإِلَه بالنَّفسِ والـجَسَد إِلى السَّمَاء".

مِنَ الكِتَابَات في "رُقَادِ وانتِقَال مَريَـمَ العَذرَاء، والِدَةِ الإِلَه بالنَّفسِ والـجَسَد إِلى السَّمَاء"، هي كالآتي:
قالَ البابا بيُوس الثاني عشَر في انتِقَال البتُول القدِّيسَة بالنَّفسِ والـجَسَد إِلى السَّمَاء: "إنَّها لـحَقِيقَة إِيـمَانِيَّة أَوْحَى اللهُ بـِهَا، أَنَّ مَريَـم والِدَة الإِلَهِ الدَّائِمَة البتُوليَّة والـمُنزَّهَة عَن كُلِّ عَيب، بعدَ إِتـمَامِهَا مَسِيرَةَ حيَاتـِهَا على الأَرض نُقِلَت بـِجَسَدِهَا ونَفسِهَا إِلى الـمَجْدِ السَّمَاويّ". ويُبيِّنُ البَابَا أَنَّ هذا العيد: "لا يذكُرُ فقط أَنَّ الفَسَادَ لـم يَنَلْ مِن جَسَدِ مَريَـمَ العَذراء بَل يَذكُر انتِصَارهَا على الـمَوتِ أَيضًا، وَتَـمجِيدِهَا في السَّمَاء، على مِثَالِ ابنِهَا، وَوَحيدِهَا يَسوع الـمَسِيح".

قال القدِّيس جرمَانوس مِنَ القِسطَنطينيَّة، ويرى أَنَّ جَسَدَ مريَـم البَتُول، والِدَةُ الإِلَه، نُقِلَ إِلى السَّمَاء، ليسَ فقط بسَبَبِ أُمومَتِهَا الإِلـهيَّة، بَل لِقدَاسَةٍ خَاصَّة شَـمَلَتْ جَسَدَهَا البَتُوليّ، فقالَ: "جَسَدُكِ البتُوليّ كلُّهُ مُقَدَّسٌ، وكُلُّهُ عَفِيفٌ، وأَيضًا مَسْكِنٌ لله. ولـِهَذا فهُو بَعيدٌ عَن كُلِّ انـحِلالٍ، ولا يعودُ إِلى التُراب".

جَاءَ في تعليمِ الكَنيسَةِ الكاثوليكيَّة: "إِنَّ العَذراء مَريَـم، الَّتي جَنَّبَهَا اللهُ وَصَمَاتِ الـخَطِيئَة الأَصليَّة، والَّتي أَكمَلَتْ حيَاتـَهَا الأَرضِيَّة، رُفِعَتْ، بالنَّفسِ والـجَسَد، إِلى مـَجْدِ السَّمَاء، وأَعطَاهَا الرَّبُّ لتكونَ مَلِكَة الكَون، لتَكونَ أَكثَرَ تَطَابُقًا مَعَ ابنِهِ، رَبِّ الأَربَاب، الـمُنتَصِرِ على الـخَطيئَةِ والـمَوت، ... فنَالَتْ لامتِيَازاتـِهَا أَلَّا يَـمَسَّهَا فَسَادُ القَبر، ونُقِلَتْ نفسًا وجَسَدًا إِلى السَّمَاء، حيثُ تَـجلِسُ الآنَ مَلِكَةً متألِّقَة عَن يـَمينِ ابنِهَا، مَلِكِ الدُّهُور".

قالَ القدِّيس يوحنَّا الدِّمَشقِيّ: "كَمَا أَنَّ الـجَسَد الـمُقَدَّس النَّقِيّ، الَّذي اتَّخَذَهُ "الكَلِمَة الإِلـهيّ" مِن مَريمَ العَذراء، قَامَ في اليَومِ الثَّالِث. هكَذا كَانَ يـَجِب أَن تُؤخَذَ مَريَـم مِنَ القَبر، وأَن تـَجتَمِعَ الأُمُّ بابنِهَا في السَّمَاء".

"كانَ لا بُدَّ لتِلكَ الَّتي استقبَلَتْ في حَشَاهَا الكَلِمَة الإِلـهيّ، أَن يتِمَّ انتِقَالـهَا إلى أَخدَارِ ابنهَا… كان لا بُدَّ للعَروس الَّتي اختَارهَا الآب، أَن تُقِيمَ في أَخدَارِ السَّمَاوات" (PG 96: 742). وفي عِظَة شَهيرَة لهُ، يُشِيرُ القدِّيس يوحنَّا الدِّمَشقِيّ إِلى هذا السِرّ، فيَقول: "اليَومَ حُـمِلَتْ العَذراء إِلى الـهَيكَلِ السَّمَاويّ… اليَومَ، التَّابوتُ الـمُقدَّس الـحَيّ الـحَامِلِ الإِلَهَ الـحَيّ، اليَومَ، التَّابوتُ الَّذي حَـمَلَ في أَحشَائِهِ صَانِعَهُ، اليَومَ يَرتَاحُ في هيكَلِ الرَّبِّ الَّذي لم تَبْنِهِ أَيْدٍ بَشَريَّة" (PG 96: 723).

أما القدِّيس بطرس دميَانوس، فيقول: "في صعُودِهَا، جَاءَ مَلِكُ الـمَجْدِ مَعَ أَجواقِ الـمَلائِكَة والقدِّيسِين لـمُلاقَاتـِهَا بزَفَّةٍ إِلـهيَّة؛ ولـهذِهِ الأَقوال نَـجِدُ صَدىً كبيرًا في الكِتَاب الـمُقدَّس ولاسِيَّمَا سِفر نَشيدِ الأَناشِيد" (نشيد10/ 2).

Liturgie

Icônes Carmélitaine

Vocation

Neuvaine

Prions avec Thérèse de Jésus

Rosario

Avec le Pape

Etude Bibliques

Prière et Méditation

Vive le Carmel

Chemin de Croix (Via Crucis)

Homélie

Chapelet du Saint Esprit