كتابة الأب ميشال عبّود الكرمَلي
ربّي، أَتَسمَع صَلاةَ خَاطئ تـمَرَّغَ في الـخَطايَا وتـمَرَّسَ في فِعلِهَا؟
أَتُصْغِي لإِنسَانٍ فَضَّل كثيرًا من الأمور، على الإِصغَاءِ إِليكَ، والتحدُّثِ مَعَكَ؟
عَارِفٌ أَنا بـخَطيئَتي، طَامِعٌ أَنا برحـمَتِكَ، وَأَبقى تابعًا لـِمَلذَّاتي وَضعفِي، ومُبرِّرًا لأَخطَائِي وَخَطايَاي ...
أَطلُبُ منكَ السَّمَاح، سَامـِحنِي ربّي، قَوِّني يَا إِلَـهِي.
لا! لستُ لِصَّ اليَمِين التَّائِب، فَقَد عِشْتُ بِقُربِكَ، وَلَبِسْتُكَ في الـمَعمودِيَّة منذُ صِغَري، وَسَعَيْتُ لِعَيشِ وَصَايَاك.
لا! لستُ بِيَهُوَذَا الـخَائِن، حَاشَا ربِّي، لا لـم أَسْعَ يومًا لِقَتلِكَ، بل بالعَكس كنتُ دومًا أُدَافِعُ عنكَ... وَلكِنَّ أَهوَائِي قَتَلَتْنِي.
لستُ بِبُطرُسَ القَائِد والنَّاكِر لكَ ...
أَنا خَاطِئٌ جَدِيد على لائِحَةِ الـخَاطئِين ... وكلُّنَا مُتَسَاوُون أَمَامَ رَحـمَتِكَ وَأَمَامَ قَلبِكَ الكَبِير ....
أَأَخْجَلُ مِنَ النَّظَرِ إِليكَ، أَنا مَن عَلَّمْتُ النَّاسَ عَن عُمْقِ رَحـْمَتِكَ؟!
أَأَرْفُضُ الـمَجِيءَ إِليكَ أَنا مَن بَرْهَنْتُ أَنَّكَ لا تَرفُضُ أَحدًا ....
لـِمَاذَا ربِّي ما زالت الـخَطيئَة تَفْتُكُ في نفوسِنَا؟ هَل الضُّعفُ مُبَرِّرٌ لـِخَطايَانا أَم هو عَارٌ في حَيَاتِنَا؟
مَعَ بولس أُرَدِّد: "في الضُّعفِ تَكْمُنُ قوَّتي"، وإِليكَ أَصرخُ: "قوِّي إِيـمَاني الضَّعِيف" ....
أَزِلْ غُبَارَ الـخَطايَا عَن قَلبِي الضَّعِيف، فَيَظْهَر نوركَ الإِلَـهِيّ وَاسْتَمْتِعُ بطوبَاكَ أَنتَ القَائِل: "طوبَى لأَطهَارِ القلوب، فَإِنَّـهُم يُشَاهِدُونَ الله...".
جـميع الـحقوق مـحفوظة لـموقع الكرمَل الإلكتروني ©