إرتفاع الصليب المقدَّس
مَن يموت لابساً هذا الثوب...

كتابة الأب فاليري بيطار الكرمَلي

ترتبطُ نشأة عيد ارتفاع الصليب بتكريس بازيليك القيامة في أورشليم عام 335، وباكتشاف "خشبة الصليب" في منتصف القرن الرابع. تشهد الرحّالة إيجيريا، في أواخر القرن الرابع، على الاحتفالات التي كانت تُقام في هذه المناسبة، حيثُ كانت تُعرَض خشبة الصليب على المؤمنين، فضلاً عن طقوس تكريم ذخيرة الصليب يوم الجمعة العظيمة. أمّا في روما، فقد ظهر هذا العيد ابتداءًا من القرن السابع حيثُ كانت تُعرَض ذخيرة "خشبة الصليب" للتكريم. إنّ لهذا العيد بُعدًا تاريخيًّا-جغرافيًّا محدّدًا، وقد اكتسبَ مع الوقت معانٍ لاهوتيّة مُرتبطة بسرّ الصليب وبشخص المصلوب. في الشرق، دُعيت الرُتبة المُختصّة بتكريم الصليب: "عَرض أو رَفع خشبة الصليب"، وفي الغرب أخذت معنى الـ"تمجيد". اكتسبَ هذا العيد طابعهُ الاحتفاليّ في القسطنطينيّة على أثرِ انتصار الإمبراطور هرقل على الفُرس واسترداده لخشبة الصليب في العام 628، حيث أعادها إلى أورشليم لمدة خمس سنوات ثمّ نُقِلَت نهائيًّا إلى القسطنطينيّة. تمَّ تحديد تاريخ العيد بـ14 أيلول، وقد حوّلَه الأباطرة والبطاركة في القسطنطينيّة إلى احتفال مهيب. كان الكاهن يعمد إلى رفع ذخيرة عود الصليب، ومباركة الشعب بها متوجّهًا إلى جهات الأرض الأربع، في وقت كان الخورس يرنّم "كيرياليسون" عند كل رفعة. بعدها، كان المؤمنون يتقدّمون للتبرّك من الصليب، وتكريمه، وأخذ زهرة من الزهور التي كانت تزيّن القاعدة.

يردّنا هذا العيد إلى محوريّة الصليب في الإيمان المسيحيّ وفي ليتورجيّة الكنيسة. إنّه رمز إيماننا بتدبير الإبن الخلاصيّ، وشهادة محبة الله للإنسانيّة الخاطئة. يُعتَبَر الصليب تجلٍّ دائم لانتصار الله، وشعار انتصار الإنسان على الخطيئة ودعوته لعيش الحياة الأبديّة. نجد تعبير "ارتفاع" لدى الإنجيليّ يوحنا عندما يصرّح المسيح قائلاً: "وإنّه كما رفعَ موسى الحيّةَ في البريّة كذلك يَنبغي أن يُرفَعَ ابنُ الإنسان" (3، 14). في عيد ارتفاع الصليب نتأمّل موت المسيح وقيامته، لأنّ الله رفعه بالمجد وأجلسه عن يمينه، ورفَعَنا نحنُ أيضًا معهُ: "وأنا متى رُفِعتُ عن الأرض اجتَذَبتُ إليّ الجميع" (يو12، 32). يتكلّم العهد الجديد عن "خشبة الصليب" (أع 5، 30؛ غل 3، 13...)، التي رُفِعَ عليها الإبن (يو 8، 28) كالحمل الذبيح الذي خَتمَ العهد الجديد بدمه. هذه الذبيحة هي أكثر بلاغة من كلّ ذبائح العهد القديم (عب 9، 7-18)، لذلك تُعتبَر ليتورجيّة العهد الجديد أسمى بكثير. للصليب مكانة محوريّة في لاهوت مار بولس، إذ يعتبره أداة تبرير، وسلام، ومصالحة شاملة. بالنسبة للرسول، تبقى جهالة الصليب أقوى من حكمة العالم (1قور1، 18-31)، لأنّه علامة الإنتصار على الخطيئة والموت وجسر عبور للحياة الأبديّة.

Liturgie

Icônes Carmélitaine

Vocation

Neuvaine

Prions avec Thérèse de Jésus

Rosario

Avec le Pape

Etude Bibliques

Prière et Méditation

Vive le Carmel

Chemin de Croix (Via Crucis)

Homélie

Chapelet du Saint Esprit