مقدِّمة:
إنَّ الإخوة الحفاة لرهبانيَّة الطوباويَّة
العذراء مريم سيِّدة جبَل الكرمَل، ينتسبون إلى عائلة رهبانيَّة لها في شعب الله موهبتُها الخاصّة، وتؤدِّي في جسد المسيح السرّي مهمَّةً خاصّة.
هذا النوع من الحياة، الذي أُسِّسَ وعِيْشَ بشكل نسكي، تقبّلته الكنيسة
وأثبتته بصورة احتفاليّة، في الوقت
الذي كانت
تكرّس لقبَه وحالتَه كرهبانيّة متسوّلة، وتدعوه رسميًّا إلى القيام برسالة رعويّة، وتُوصيه في الوقت نفسه بالأمانة للروح القديم.
إنَّ الأمّ القدِّيسَة تريزا ليسوع، أرادت أن تعزِّز وتحفظَ دعوة الراهبات
بواسطة رجالٍ يشاركونهنّ في الروح عينه، وأن تؤمِّنَ بواسطتهم، في الكنيسَة،
خدمةً متعدِّدة، سواء بواسطة تأمّلهم أو بواسطة نشاطهم الرسولي. جمعت
النّعمة الإلهيَّة القدّيس يوحنا الصليب بأمّنا القدّيسة تريزا، حتى استمالته إلى موهبتها موضحةً له مشروعَها لتجديد رهبانيّة العذراء.
إن نمط حياتنا يشعّ أوَلاً إشعاعاً باهراً في هذين القديسين، ويجد تعبيراً
واضحاً له في كتاباتهما. إذ إنَّ الهبات التي يتزيَّنان بها، وشكلَ الحياة
الروحية الذي يرسمانه، إضافةً إلى ما يخصّ العلاقة الحميمة السُميا
مع الله، واختبار الحقائق الإلهيّة، لا تُعتبر ملكاً شخصيًّا لهما، بل حقائقُ تعود إلى تراثِ رهبانيّتنا الخاص وإلى ملء دعوتها.
لقد وهبَ الربُّ، برحمته، هذه النّعمة لأعضاء الرهانيّة جميعاً كي تُدرَكَ الموهبةُ الكرمليّة إدراكاً أعمَق يوماً بعد يوم، وتثمِرَ وتتّسعَ بقياس الهبات التي يمنحها الروح رهباننا.
نحن مدعوون إلى التأمّل الذي يقودنا، بواسطة الإصغاء إلى كلام الله والليتورجيا،
إلى الحوار الودّي مع الله، ليس في الصلاة، بل في الحياة كلّها. إن من طبيعة
موهبتنا، إحياء تأمّلنا وكلِّ حياتنا المكرّسة، بقصدٍ رسوليّ، والعملَ بطرقٍ شتّى على
خدمة الكنيسَة والبشر، بحيث "ينبثق عملُنا الرّسولي،
من اتّحادنا الحميم يالمسيح"؛ ونسعى لتتميم خدمتنا المزدوجة هذه، في التطلّع والعمل، مجتمعين في جماعةٍ أخويّة.
(من القانون الأوَّل، الرسوم وقواعدها التطبيقيَّة للإخوة الحُفاة، لرهبَانيَّة الطوبَاويَّة العذراء مريَم سيّدة جبل الكرمَل).
Religieux Carmes de la Semi Province du Liban