الرَّهبانيَّة العلمانيَّة للكرمليِّين الحفاة
كتابة: الأب هياف فخري الكرمَلي

• دعوة العلمانيين ورسالتهم في الكنيسة
  تبرز دعوة العلمانيِّين المؤمنين في الكنيسة، في طلب ملكوت الله من خلال إدارة الشؤون الزمنيَّة التي ينظّمونها بحسب مقاصد الله وليُعلنوا المسيح للآخرين بشهادة حياتهم، فتشعُّ إيمانًا ورجاءً ومحبّة.
  
  يدعونا يسوع المسيح في مثل الكرَّام "إذهبوا أنتم أيضًا إلى كرمي"(متى20\3-4). إنَّ هذا النّداء ليس موجّهًا فقط إلى الرّعاة والمكرَّسين من كهنة ورهبان وراهبات، بل يشمُل أيضًا العلمانيين المؤمنين شخصيًّا ويُحمِّلهم ويشركهم في رسالة الكنيسة.
• مَن هُم المؤمنون العلمانيّون؟
  إنَّ المقصود بالمؤمنين العلمانيِّين، عامَّة المسيحيين الذين أصبحوا، بفضلِ سرِّ العماد، أعضاءً في جسد المسيح، واندمجوا في شعب الله، وشاركوا، على النحو الخاصّ بهم، في وظائف المسيح الكهنوتية والنبوية والملوكيّة.
• العلمانيون الكرمليون في الكنيسة.
  "فقد أدخلتكم أرض كرمل، لتأكلوا ثمارها وطيّباتها". (إرميا 2/7)
  شاركت رهبانيَّة أخوة الطوباويَّة مريم العذراء سيّدة جبل الكرمَل، منذ القرون الأولى لنشأتها، العلمانيِّين في الخيرات الروحيَّة التي نسجها وعاشها نسَّاك جبل الكرمَل.
  
  دخل العلمانيّون إلى الكرمَل، فأصبحوا في صلب الروحانيَّة الكرمليَّة، وتمتَّعوا بخيراتها الروحيَّة مع الرهبان والراهبات، فأصبح الثوب الرهباني يجمعهم في العائلة الكرمليَّة الواحدة.
  
  تأسَّست الرَّهبنة الكرمليَّة العلمانيَّة سنة 1455 بموجب براءة بابويَّة تحت عنوان “Cum Nulla” من الحبر الأعظم البابا نيقولا الخامس وأصبحت مؤسسة كنسيَّة لها قوانينها وتضمّ أشخاص مؤمنون يبحثون عن تعميق التزامهم المسيحيّ وفهم المبادىء المسيحيَّة وعيشها.
  
  إنَّ الكرمليِّين العلمانيون هم مدعوُّون إلى عيش موهبة الكرمَل في العالم بتقديس كامل النشاط اليومي، من خلال القوانين التي عملَ على تجديدها وتحديثها بعد المجمع الفاتيكاني الثاني التي حافظت على الإرث الكرملي مع مراعاة تطلبات هذا العصر. لكي يحققوا كامل دعوتهم يجب ان يتعلَّموا كيف يدخلون الصلاة في نظام النهار، خاصة الإحتفال بالافخارستيَّا وصلاة ليتورجيَّا الساعات. وليتمثلوا بالنبي إيليا من حواره الدائم مع الله. وليتقيَّدوا بمريم التي كانت تسمع كلمة الرب وتحفظهَا في قلبها وتعمل بها.
  
  هؤلاء الإخوة والأخوات، الذين يربطهم الثوب المقدَّس برهبانيَّة الكرمَليِّين الحفاة، فليكونوا عارفين بالجميل على ما نالوا من هبة، ويظلوا أمناء، في كلّ مناسبة، على ما يقتضي انضمامهم إلى الموهبة الكرمليَّة من واجبات. ولا يكتفوا بممارسات مسيحيَّة سطحيَّة، بل فليستجيبوا للنداء الجذريّ، نداء المسيح الداعي تلاميذه إلى " أن يكونوا كاملين كما أن الآب السماوي كامل " (متى 5/48).
  
• كيف تتلخَّص العناصر الأساسيَّة لدعوة العلمانيِّين الكرمليِّين؟
  تتلخَّص العناصر الأساسيَّة لدعوة العلمانيِّين الكرمليِّين بالنقاط التالية:
  
  1 – عيش واتباع المسيح متشبِّهين بالعذراء مريم القدِّيسة والإعتماد على رعايتها، حيث أنَّ نمط حياتها يشكِّل للكرمَل مثالاً للتشبُّه بالمسيح.
  2 – البحث عن "الإتحاد السريّ بالمسيح" عبر طريق التأمّل والنشاط الرسوليّ، اللذان لا ينفصلان عن بعضهما البعض أبداً، وذلك في خدمة الكنيسة.
  3 – إعطاء أهميَّة خاصَّة للصلاة التأمليَّة التي هي علاقة صداقة مع الله، وهي تتغذَّى في سماع كلمته في الكتاب المقدَّس وتغذيتها في الليتورجيَّا، وتمتدّ لكي تؤثرعلى كامل نشاطات حياتنا اليوميَّة. يتطلَّب الإلتزام في حياة التأمل هذه، أن نحيا في الإيمان والرَّجاء وخصوصاً في المحبَّة، لكي نعيش في حضرة الإله الحيّ ونختبر سرَّه.
  4 – عيش نكران الذات الإنجيلي.
  5 – نشر رسالة الروحانيَّة الكرمليَّة.
  

يتجسَّد الإلتزام العلمانيّ الكرمليّ في الكنيسة من خلال الإلتزام بحماعة كرمليَّة حسب القوانين المراعاة التي تنظِّم الإلتزام من جميع النواحي العمليَّة والروحيَّة بحيث يساعد الطالب على كيفيَّة عيش الكمال المسيحي.

إنَّ جماعات الرَّهبانيَّة العلمانيَّة للكرمَليِّين الحفاة، موجودة في لبنان وتتوزَّع على الشكل التالي:

الحازمية : دير سيدة جبل الكرمل – هاتف: 05/453093
بشري : دير مار يوسف – هاتف: 06/671363 – 06/671205
القبيات : دير مار ضومط – هاتف: 06/350004
جماعة الكرمَل العلماني في طاميش

تعقد لقاءات الرهبنة العلمانيَّة للكرمليِّين الحفاة في لبنان، مرَّتين في الشهر ولكلّ جماعة توقيتها الخاص.

أوَّل سبت، وثالث أحد من كل شهر.

أمَّا فيما يتعلَّق بمواعيد اللقاءات، يعود لكلّ جماعة تحديد موعد لقاءاتها بالتنسيق مع برنامج الدير والإحتفالات الليتورجية فيه.

إنَّ ما تقوم به رهبانيَّة سيّدة جبل الكرمَل، هو إشراك المؤمنين العلمانيِّين في خيراتها الروحية، وفتح أمامهم كمّ كبير من كتابات قديسيها عبر طريقة عيش على مثال القديسين وبخاصَّةٍ قدّيسي الرّهبانيَّة الذين عاشوا الكمال الإنجيلي ووصلوا الى الإتحاد بالله. فمن هذا المنطلق ندعو الجميع إلى التعرُّف لهذا الإرث الروحي في كنيسة لبنان لخلاص نفوسنا ولخير الله الأعظم.