صلاة للقربان الأقدس – 2 –
أيها الضياء السرمديّ، والإله المحجوب في سرِّ الحُبِّ اللاَّمتناهي، إني أسجُدُ لكَ.

أيُّها المخلِّصُ المصلوبُ حُبًّا، إنّكَ هنا في سرِّ الإفخارستيا إلهًا وإنسانًا. ونحنُ لو تجاوبنا مع نعمتكَ القدّوسَة، لاتَّحدت بشريتنا الضعيفة مع بشريتكَ المقدَّسَة، بل لاتحَدَتْ بشريتنا مع لاهوتك وناسوتِكَ، مشتركة بكلّ صفاتك الإلهيَّة والإنسانيَّة. يا لسرّ الحبّ العجيب، سرِّ الله الرَّهيب!

يا رب لست مستحقًا أن تدخل تحت سقفِ نفسي. لكن، كما رضيت أن تضَّجع في المغارة وفي مذود حقير، وكما قبلت في بيت سمعان الأبرص، تلك الزانية الخاطئة، المتقدِّمة إليك، إرتض أيضًا أن تدخل في مذودِ نفسي، وفي جسدي الخاطئ. وكما لم تأنفْ من الزانية التي قبّلت قدميكَ الطاهرتين، هكذا لا تأنفْ، مني أنا أيضًا يا إلهي ومخلّصي. بل بما أنك صالحٌ ومحبٌّ للبشر، أهّلني لأن أشتركَ في جسدكَ ودمكَ الأقدسين.

أنا أؤمن يا رب وأعترف، أنك أنت حقًّا المسيح ابنُ اللّه الحي، الذي أتى إلى العالم ليخلّص الخطأة، الذين أوّلهم أنا. وأؤمن أيضًا أنَّ هذا هو جسدك الطاهر، وهذا هو دمكَ الكريم. فأطلب إذن إليك أن ارحمني، وتجاوز عمّا زللت به، عمدًا أو سهوًا، بالقول أو بالفعل، عن معرفة أو عن جهل. وأهّلني لأن أتناول بلا دينونة، أسرارك الطاهرة، لغفران الخطايا وللحياة الأبدية. آمين.

أبانا – السلام - المجد