لنصلّي الكلِمَة مَع مَريَم \ أسرَار الوَرديَّة
كتابة الأب نوهرا صفير الكرمَلي

أسرار الحزن – ليَومي الثلاثاء والجمعَة

السرّ الأول: صلاة الرَّبّ في البستان
الثمرة : الندامة
نقدِّمُ لكِ أيَّتها البتول الطوباويَّة جزيلَ الحزن الذي حزنتِهِ لمَّا صلَّى ابنكِ في بستان الزيتون وكان عرقهُ يتساقط على الأرض كقطرات دمّ.
تأمّل: إنَّ كلمة الله الوحيد الذي أخذ طبيعتنا البشرية من دون خطيئة قد صلّى في البستان حتى عرق دماً. إلاّ أنَّه تقدَّمَ إلى الآلام حبّاً بنا، وتجرَّع كأسَهُ متحمِّلاً من أجلنا كلَّ العذابات والإهانات والألم. فلذلك هلمّوا نسجد له ونسبِّحه بإيمان وحرارة هاتفين: "يا ملكَنا وفادينا أذكرنا في ملكوتك".

السرّ الثاني: جلد الرَّبّ
الثمرة: إماتة الحواس
نقدِّمُ لكِ أيَّتها البتول الطوباويَّة جزيلَ الحزن الذي حزنتِهِ لمَّا جُلِدَ ابنكِ على العامود بالسياط.
تأمّل: لقد تألمت أحشاؤهُ على عمود الجلد حتى صار جسمه كلُّه جرحاً واحداً؛ وكلُّ ذلك كان لأجل خلاصنا. فعلّمنا، يا يسوع الحبيب، أن نتقبَّل متاعب الحياة وكلّ العذابات، وأن نحمل صليبنا اليومي بمحبةٍ وفرح، وأن نُعلِنَ قائلين: "المجد لكَ، يا من وحدَهُ من بين البشر غلبت الموت بالموت".

السرّ الثالث: إكليل الشوك
الثمرة: تواضع القلب وإخضاع الذات ليسوع
نقدِّمُ لكِ أيَّتها البتول الطوباويَّة جزيلَ الحزن الذي حزنتِهِ لمَّا كلِّلَ ابنكِ بإكليلٍ من الشوك على هامَتِهِ المقدَّسَة.
تأمّل: لقد كلِّلتَ، أيها السيدُ، بإكليلٍ من شوك، وجعلوا في يدك قصبةً. إلاَّ أنَّهُ بهذا الإكليل، قد أبَدْتَ شوكةً الموت القاتلة عن طبيعتنا؛ فلذلك نحن نطلب منك أن تنزع من قلوب البشر الأنانية والكبرياء وعلامات الجهل والضلال، بواسطة صليبك، فنرتّل لك قائلين : "المجد للذي سفك دمه من وراء اكليل الشوك لأجل خلاصنا".

السرّ الرابع: حمل الصليب
الثمرة : الشجاعة والصبر في حمل صليبنا
نقدِّمُ لكِ أيَّتها البتول الطوباويَّة جزيلَ الحزن الذي حزنتِهِ لمَّا حمِلَ ابنكِ صليبَهُ وكانَ مِن ثقلِهِ ينحني على الرض ساقِطاً كالميِّت.
تأمّل: إذا حملتَ الصليب فالصليب يحملك. كل من لا يحمل صليبهُ فلا يستحقّ أن يكون لي تلميذاً.
أخَذْتَ آلامَنا واحتملتَ أوجاعَنا فحسبناك ذا برصٍ مصاباً ومضروباً من الله ومذلَّلاً (أشعيا 53). وذلك لكي تزيلَ عنَّا مذاقَ ذاك العود المرّ الذي أينعَ لنا موتاً مرّاً. فالصليب المقدَّس قد أثمر لنا ثمرةَ الحيَاة الدائمة وفتح لنا باب الفردوس الذي أغلقناه بخطيئتنا؛ فلذلك إننا نعظمك قائلين: "نسجد لك ايها المسيح ونباركك، لأنك بصليبك المقدس خلصت العالم".

السرّ الخامس: الموت على خشبَة الصليب
الثمرة : المحبَّة
نقدِّمُ لكِ أيَّتها البتول الطوباويَّة جزيلَ الحزن الذي حزنتِهِ لمَّا ماتَ ابنكِ على خشبَة الصليب.
تأمّل: بهذه الكلمات الأخيرة رفعتَ وصيتكَ الخاشعة إلى أبيك: "يا أبتِ، بين يديك أستودعُ روحي". فبحقّ هذا الموت المقدّس ثبِّتنا لنقاومَ كلّ التجارب وصعوباتِ هذا العالم، حتى إذا متنا عن هذا العالم نحيا بكَ مردّدين قائلين: "نسجد لآلامكَ أيُّها المسيح، فأرِنا قيامتك المجيدة".