أسرار النورمع القدِّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس الكرمليَّة

السرّ الأول: عِمَاد الرَّبّ
الثمرة: البنوَّة للآب
نقدِّمُ لكِ أيَّتها البتول الطوباويَّة جزيلَ النور الذي أفيضَ عليكِ لمَّا اعتمَدَ ابنكِ في نهر الأردنّ.
تأمّل: قلتُ في نفسي: ليس من شان الله أن يُلهمَ رغباتٍ يستحيل تحقيقها. فبوسعي إذاً، رغم صغري، أن أتوقَ إلى القداسة. يستحيل عليّ أن أكبرَ: لذا عليّ أن أحتملَ ذاتي كما أنا مع كلِّ نقائصي. ولكنّي أريد أن أبحثَ عن وسيلةٍ للذهاب الى السماء، بدربٍ صغيرٍ قصير مستقيم، بدرب صغير جديدٍ جديد. ولا حاجةَ بنا الآن الى ان نرقى درجات سُلَّم. فالمصعدُ يحِلُّ محلَّ السُلَّم لمنفعةٍ أكبر. فقرأتُ هذه الكلمات التي نَطَقتْ بها الحكمة الازلية: "من كان صغيراً، فليُقبِل اليّ" (امثال 4،9).
(القدِّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس الكرمليَّة)

السرّ الثاني: عرس قانا الجليل
الثمرة: التجدّد بالروح القدس
نقدِّمُ لكِ أيَّتها البتول الطوباويَّة جزيلَ النور الذي أفيضَ عليكِ لمَّا حوَّلَ يَسوع المَاءَ خمراً فأظهَرَ مَجدَهُ.
تأمّل: تذكَّر أنَّ أمك الإلهية
لها على قلبك سلطةٌ عجيبة.
تذكّر أنك، عند طلبها
حوَّلتَ، يوماً، الماء إلى خمر لذيذة.
تنازل، أيضاً، وحوِّل أعمالي الناقصة،
وبصوت مريم، اجعلها، يا ربّ، كاملة.
(القدِّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس الكرمليَّة)

السرّ الثالث: إعلان مجيء ملكوت الله
الثمرة: التوق إلى الملكوت
نقدِّمُ لكِ أيَّتها البتول الطوباويَّة جزيلَ النور الذي أفيضَ عليكِ لمَّا أعلنَ يَسوع قائِلاً: توبوا فقد اقترَبَ ملكوتُ السَّمَاوات.
تأمّل: لقد أعطتني المحبّة مفتاحَ دعوتي. ففهمتُ أنه ما دامَ للكنيسة جسدٌ مركَّب من أعضاء مختلفة، فلا ينقصُها العضوُ الألزم والأشرف. وفهمتُ أنَّ للكنيسة قلباً، وأنَّ هذا القلب مضطرِمٌ بالحبّ. أدركتُ أنَّ الحُبَّ وحده يدفع أعضاء الكنيسةِ إلى العمل، ولو خمدَ هذا الحبّ وانطفأ، لتَوَقَّفَ الرسلُ عن التبشير بالإنجيل، ولانكفأَ الشهداءُ عن هرق دمائهم... وفهمتُ أنَّ الحبَّ يحوي جميع الدعوات. ففي قلب الكنيسة، أمّي، سوف أكون الحبّ... وهكذا سأكون كلَّ شيء. يا يسوعي! إني أحبّك وأحبّ الكنيسة أمّي، وأذكر "أنَّ أصغرَ فعلِ حبٍّ خالص أنفعُ لها من كل الأعمال الأخرى مجتمعة".
(القدِّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس الكرمليَّة)

السرّ الرابع: تجلّي الرَّبّ
الثمرة: إتباع تعاليم يسوع
نقدِّمُ لكِ أيَّتها البتول الطوباويَّة جزيلَ النور الذي أفيضَ عليكِ لمَّا تجلّى ابنكِ على الجَبَل أمَامَ تلاميذِهِ.
تأمّل: العيش بالحبّ، على الأرض،
ليس نصبَ خيمةٍ على قمةِ طابور؛
وإذا قادَ النفسَ إلى جبل ثابور،
فللحظاتٍ قليلة، لأن مقرّ راحته،
في أغلب الأحيان، إنما هو الوادي.
هناك يقيل عند الظهيرة (نشيد الأناشيد 1/6).
(القدِّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس الكرمليَّة)

السرّ الخامس: الإفخارستيا
الثمرة: المشاركة في الذبيحة الإلهية
نقدِّمُ لكِ أيَّتها البتول الطوباويَّة جزيلَ النور الذي أفيضَ عليكِ لمَّا أقامَ يَسوع وليمَة الإفخارستيَّا مَعَ تلاميذِهِ.
تأمّل: إني أتصوّرُ نفسي كأرض حُرّة، وأسألُ العذراء القديسة أن تُزيلَ عنها الأنقاض التي من شأنها أن تمنعَها من أن تكونَ حرّة؛ ثم أتوسَّلُ إليها أن تنصُبَ فيها خيمةً واسعة تليقُ بالسماء. وأن تزيِّنها بحلاها الخاصة، ثم أدعو جميع القديسين والملائكة ليأتوا ويُقيموا فيها حفلةً موسيقيّةً رائعة. ويبدو لي أن يسوع، عند حلوله في قلبي، يُسَرُّ بما يلاقيه من الحفاوة، وأنا أيضاً أكون مسرورةً جدّاً ... بيد أن هذا كلّه لا يحول دون أن يزورني التشتُّت والنعاس. ولكني عند إنتهاء شكري، اذ ألاحظُ كيف أسأتُ القيام به، أعزمُ على أن اكونَ في حالة الشكر في بحر النهار.
(القدِّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس الكرمليَّة)