سيرة حياة الطوباويَّة ماريَّا فيليسيَا ليَسوع القربان – كرمليَّة حَافِيَة
** طفولتهَا
وُلدَت ماريا فيليسا غودجاري إيكيفيريا في 12 كانون الثاني 1925 في فيلاريكا. وهي ابنة السيد رامون غودجاري والسيدة ماريا أرميندا إيكيفيريا. تلقت سرّ المعموديَّة المقدَّسَة في وُلِدَت ماريَّا فيليسيَا غودْجَارِي إِيكِيفِيرْيَا في 12 كانون الثاني 1925 في فيلاَّرِيكَا. وهي ابنَة السيِّد رامُون غودْجَارِي والسيِّدة ماريَّا أَرْمِينْدَا إِيكِيفِيرْيَا. نالَت سرَّ المعموديَّة المقدَّسَة في 28 شباط 1928 في كاتدرائيَّة المدينة.
ماريَّا فيليسَيا هي الإِبنَة الكُبرى بين سبعَة أَولاد. وقد لقَّبَهَا أَبوها بحنَان "تْشيكْويتُونْغَا – Chiquitunga" لقِوامِهَا النَّحِيل، فلازَمهَا هذا اللَّقب طوال حياتهَا. يَصِفُهَا معَاصِروهَا بأنَّها طفلة سعيدة، وأَنيسَة، وخَدومَة، ومتواضِعَة، وبسيطة. في 8 كانون الأوَّل 1937، تلقَّت مناولتهَا الإِحتفاليَّة الأولى. وطوال حياتهَا، احتَفَظت الفتاة الشَّابة بهذِهِ الذكرى لتَجربَةٍ روحيَّة عميقَة.
في شباط 1941، قابلت الأب خوليو دوارتي أورتيا الذي أصبح مرافقها الروحي. وفي السادسة عشرة من عمرها، دخلت في صفوف "الحركة الكاثوليكية"، وأصبحت عضوًا ناشطًا جدًا فيها. فأعطتفي شباط 1941، قابَلت الأَب خوليُو دوَارْتي أُورْتِيَا الَّذي أصبَحَ مرافِقَهَا الرُّوحي. وفي السَّادِسَة عشَرة من عُمرهَا، دخَلَت في صفُوف "الحركة الكاثوليكيَّة"، وأَصبَحَت عضوًا ناشِطًا جدًّا فيهَا. فأَعطَت الأَولاد التَّعليم المسيحيّ، وكذلِكَ الطلاَّب والعمَّال الشَبَاب. في تشرين الأوَّل 1942، قرَّرت تكريس حياتهَا بشكلٍ خَاص للعمَل الرَّسولي، وقطعَت نذرًا في هذا السيَاق، مضيفةً إليهِ نذر العِفَّة.
كما دخلَت أَيضًا في بعثَاتٍ خيريَّة للفقَراء، والمرضَى، والمسَاجِين والمسنِّين. وفي سنة 1950، عندمَا انتقَلَتْ عائلتهَا إلى العَاصِمَة "أَسُّونْسيُون"، ذهبَتْ بدورهَا لتَستَقِرَّ في تلكَ المدينَة للبَحثْ عن عَمَل كي تُعيلَ عائلتهَا. فاتَّصَلَت كذلِكَ بـ"الحركة الكاثوليكيَّة" في المدينة، وانضمَّت إلى صفوفهَا لتُتَابعَ عملهَا الرَّسولي.
** في السعي الرُّوحِي
استفادَت ماريَّا فيليسيَا من وجودِهَا في العاصِمَة لتدخُلَ "دارَ المعلِّمِين" (لتُصبِحَ معلِّمة). في منظَّمَة "الحركة الرسوليَّة"، قابَلت "أَنْخِيل سَاوَا" الَّذي سرعَان مَا ربطتهَا بهِ صداقةٌ عميقة. وهي صداقةٌ نَمَتْ ببطءٍ لتُصبِحَ حبَّا متبادلاً. فدفعَهَا هذا الحُبّ الناشِئ إلى التسَاؤل عن دَعوَتها: أَهِيَ الزواج وإِنجَاب الأَولاد؟ أَم البَقاء بتولاً؟ مُكرِّسةً نفسها لله كما سبَق أن نذَرَت. واستمَرَّ هذا السؤال يطاردُهَا بعض الوقت، حتى اختَار حبيبهَا بدورهِ دخولَ الحيَاة الرهبانيَّة.
في20 آب 1952، قابَلت مُصادفةً، أَثناء زيارة إلى مستشفَى المدينة، الأمّ "تريزا مارغِريتَا للقلب الأقدس"، وهي رئيسة دير الكرمليَّات الحافيَات. وبواسطتهَا، اكتشَفَت الحياة الكرمليَّة التأمليَّة. غير أنَّ الشابَّة تابَعَت طريقهَا، سواءً في دراسَاتها أو في "الحركة الكاثوليكيَّة" حيثُ كانت تأخذ على عاتقهَا تدريجيًا المزيد من المسؤوليَّات: في أيار 1953، تمَّ تعيينُهَا مندوبة الأبرشية في الجمعيَّة.
في كانون الثاني 1954، قامَت بالرياضة الروحيَّة، بحثًا عن طريقهَا. بينمَا كان رابِطُ الحُبّ بـ"أَنْخِيل سَاوَا" ليؤدي (منطقيًا) بالـحبيبَين إلى الزواج، قرَّر الإِثنان (بالإِتِّفاق المتبَادل) أَن يُكرِّسَا نفسيهمَا للعمَل الرسولي. فاختَار "أَنْخِيل" الدُّخول إلى الإِكليريكيَّة ليُصبِحَ كاهنًا، أمَّا "ماريَّا فيليسيَا" (بعد رياضَة روحيَّة أخرى في تشرين الثاني 1954) فقد قرَّرت الدُّخول إلى دير الكرمَل.
** الدخول إلى الكرمَل، والإصابة بالمرض
في 2 شباط 1955، دخَلت إلى دير كَرمَل الصعُود (أَسُّونْسيُون)، في فِرع الكَرمَليِّين الـحُفَاة، واتَّشَحَت بالثَّوب الكرمَليّ المقدَّس في 14 آب 1955، متَّخذةً إسمهَا في الكرمَل: "ماريَّا فيليسيَا ليسوع القربان".
فيما بعد، قالت الأم "تريزا مارغِريتَا" عنها: "إِنَّهَا روحٌ ذات تضحيَة كبيرة، ومحبَّة، وكرَمٌ سخيّ، وكلُّ ذلكَ مُغلَّفٌ برقَّة بالغة، وبفرحَة متواصلة، فهي دائمًا حيويَّة وفَرِحَة". وذات يوم، قالت لها إِحدى الراهبَات: "نحنُ نعمَل بسرعَة، لأنَّ الوقتَ يُسَاوي الـمال"، فأَجابَتها بلطفٍ: "لا، يا أُختَاه، لا يُسَاوي الوقت الـمال: بل العمَل الرَّسولي".
في 15 آب 1956، أبرزَت "ماريَّا فيليسيَا" نذورهَا الرَّهبانيَّة البسيطة (لمدَّة ثلاث سنوات).
ُصيبَت أختهَا "مَانْيِيكَا" بالتهَاب الكَبد، وتوفِّيت في 7 كانون الثاني 1959.
أصيبَت أختها "مانييكا" بالتهاب الكبد، وتوفيت في 7 كانون الثاني 1959. وبعد بضعة أيام من ذلك، أصيبَت "ماريا فيليسا" بالداء نفسهِ، وأُجبرَت على الرَّحيل إلى المستشفى. في منتصف وبعد بضعَةِ أيَّام من ذلكَ، أُصيبَت "ماريَّا فيليسيَا" بالدَّاءِ نفسهِ، وأُجبرَت على الرَّحيل إلى المستشفى. في منتصَف آذار، قدَّر الأطبَّاء أنَّ حالها قد تحسَّنت، وأنها تستطيع العودة إلى حصنِهَا الديري؛ وهذا ما فعلتهُ في بداية "الأسبوع العظيم المقدَّس" (في 20 آذار).
وفي 28 آذار 1959 (يوم السبت العظيم المقدَّس)، بصَقَت الدَّم للمرَّة الأولى.
ويوم أحد الفصح المقدَّس والاثنين من ثمانيَّة الفصح، تكرَّرَ الأمر أكثر فأكثر: وتطوَّر مرضهَا لِيُمْسي "فَرفَريَّة purpura" (وهي نوع من النَّزيف الداخِلي في أمَاكن مختلفة من الجسم ومِنَ الوجه).
في تلك المرحلة، لم يَعُد نخاع العَظم يولِّدُ الكريَّات الحمراء. فتمَّ استدعَاء الطبيب (الَّذي هو أَخ "ماريَّا فيليسيا") بشكل طارئ، يوم الثلاثاء، فعرَفَ طبيعَة العَدوى: "فَرفَرِيَّة purpura". فانهارَ لمعرفتِهِ بأنَّهُ لن يستطيعَ شِفَاءَ أختِهِ. فنُقِلَت الراهبَة الـحبيسَة مجدَّدًا إلى المستشفى. وبقيَت هناك لمدَّة شهر.
وفي لحظة مماتها، كانت مُحاطة من عائلتهَا وبعض الراهبات، فطلبت من رئيسة الدير أن تقرأ عليهَا قصيدة الأمّ القدِّيسة "تريزا ليسوع الأفيلية": "أموت لأنِّي لا أموت". وبينما بدا أنَّ "ماريا فيليسيا" نائمَة، نهضَت فجأةً، وبابتسَامة عريضَة قالت: "يا يسوع، أحبُّكَ. يا لهُ من لقاءٍ جميل! أيَّتهَا العَذراء مريَم، أمَّ الكرمَل!". ثمَّ توفِّيَت بعد بُرهَةٍ قصيرةٍ مِن ذلكَ، حوالي السَّاعة الرابعة مِن بعد الظهر، في 28 نيسان 1959.
** الأجيال القادمة
الذخائر المقدَّسة والتطويب
في 28 نيسان 1993، تمَّ نقل بقايا الراهبة إلى مقبرة "ريكوليتا" في كنيسة دير كرمَل الصعود.
فتحَت الأبرشيَّة دعوى تطويبهَا في 13 كانون الأوَّل 1997.
في 23 آذار 2005، فُتِحَت الدعوى للإعتراف بالأعجوبة المنسوبة للراهبة الكرمليَّة الحافية. وقد أعلنَ البابا "بنديكتوس السادس عشر"، كرمليَّة البراغواي، "مكرَّمة" في 27 آذار 2010.
في 6 آذار 2018، اعترف البابا "فرنسيس" بصحَّة الأعجوبة الـحاصِلة بشفاعتهَا، ووقَّع مرسوم التطويب. . "ماريا فيليسيا ليسوع القربان" "طوباويَّة على مذابح الكنيسَة والرَّهبانيَّة في 23 حزيران 2018 في ملعب "لانْوِيفَا أُويَا" التابع لنادي كرة القدم "سِيرّو بورتينْيُو"، في "أَسُّونْسيُون".
Facebook: Ordre des Carmes Déchaux au Liban
WEBSITE: Ordre des Carmes Déchaux au Liban / www.carmelliban.org
Intagram & Twitter & Youtube: Carmes Dechaux au Liban