مقدّمة
"في صمت الكرمَل يستمرّ تفتّح أزهار تعطّرها القداسة، نفوس مغرمة بالسّماء، عضدت ببطولتها الإنجيليّة رسالة الكنيسة بأجمعها" (البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني)
ماري- أوجين أو هنري غِريَالو Henri Grialou فرنسيّ الأصل، وُلِدَ في 2 كانون الأول 1894، في غويَا في آفيرون Aveyron- فرنسا، وفي الكرمَل اتَّخذَ إسمًا لهُ: "الأخ ماري-أوجين للطفل يسوع". نشأ وفكره يتّجه نحو سرّ الكهنوت ونحو "الله ينبوع كلّ حياة، ينبوع نور، وينبوع حبّ"، مؤمنًا أنّ "منه صدر كلّ شيء، وبه صُنع كلّ شيء".
خاض الشّابّ اختبارًا خاصًّا مع القدّيسة الكرمليّة الشّابة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس، فدخل الإكليركيّة متابعًا دروسه، وهناك تأثّر بكتابات مُصلحي الكرمَل، وملافنة الكنيسَة الكبار، القدّيس يوحنّا للصّليب والقدّيسة الكبيرة تريزا ليسوع الأفيليّة، فاشتعلت في قلبه شوقًا إلى رهبانيّة جبل الكرمَل الحفاة في آفون Avon، فدخلها في 24 شباط/ فبراير 1922.
هكذا بدأت مسيرته التي ازدهرت بالصلاة والتأمّل وعيش الإيمان تحت سقف القانون الرهبانيّ الكرمَليّ، مسلّمًا حياته للروح القدس وللعذراء مريم "بهاء الكرمَل ومجده وسلطانته، هي أمّ بكلّ ما للكلمَة من معنى، ليس فقط من خلال صلاتها لكن بكلّ شخصها، لأنّها أبهى المخلوقات، والأكثر سحرًا، هي التي لديها الإبتسامة الأكثر جاذبيّة".
عاش الطوباويّ حياته ليصبح رائدًا في الفضائل الإنجيليّة واللاهوتيّة والاستسلام الكليّ لمشيئة الله، من دون أن تلهيه، عن قداسته، المناصب العديدة التي تبوَّأها، فكان: مستشارًا عامًّا ونائبًا عامًّا للرهبانيّة في روما، وزائرًا رسوليًّا للكرمَليّات في فرنسا، ورئيسًا إقليميًّا للكرمَل في جنوب فرنسا، كما وأسّس جماعة Notre Dame de Vie أيّ مؤسّسة "سيّدة الحياة" للعلمانيّين والكهنة.
أمّا في الكتابة، فكما معظم الكرمَليّين، كانت له مآثر فكريّة عديدة، أشهرها كتاب "أريد أن أرى الله" الذي أفرغ فيه كلّ مضمون اللاهوت الروحيّ، فاستحقّ وعن جدارة لقب "المعلّم الروحيّ في رهبانيّة الكرمَل".
رَقَدَ ماري- أوجين بالرَّبّ يسوع يوم إثنين الفصح المقدَّس، في 27 آذار/ مارس 1967، بعد صراع مع مرض خطير، فدخل الملكوت محتفلاً بالقيامة مع مريم العذراء "سيّدة الحياة وأمّ الكرمَل".
هذا الراهب الكرمليّ يحمل لنا اليوم، دعوة إلى الشّبيبة والعلمانيّين والمكرّسين:
فنكتشف جمال وجودنا ودعوتنا مردّدين قوله: "دعوتي هي دعوة لاهوتيّة، وأنا خُلقت حتّى أقود النّفوس إلى الله، وأقودهم إلى الاتّحاد بالله".
Voici la Prière « Ô Père, ô Fils, ô Esprit d’Amour… » du Père Marie-Eugène de l'Enfant-Jésus (1894-1967)
// plus d'info«Sentir sa pauvreté, c’est la grâce des instruments de Dieu. Dites-lui: «je suis pauvre…».
// plus d'infoأيّتها العذراء مريم، ساعدينا على أن نؤكّد للروح القدس على الأمانة التي ينتظرها منا.
// اقرأ المزيددعوتنا ليست في أن نكون أعضاء في الكنيسة، فقط، دعوتنا هي أن نكون أبناء الله.
// اقرأ المزيد- في الخلق، لا يمكن أن يعطينا الله أفضل من النِّعمة، مشاركة أوجَدَها بطبيعته. فلا فرح عنده أعظم من ذلك الّذي يجدهُ في نشر نعمتِهِ.
// اقرأ المزيدلو أنَّنا نَعِي عَظمَة رسَالتِنا في قلبِ هذا العالم، بالمحافظة على هويَّتنا الرهبانيَّة وتقاليدِها...
// اقرأ المزيد