مقدِّمة
دخلَ جوزيف كالينوفسكي أرضَ الكرمَل، ليتذوَّق ثمَار الكرمَل وجمالهُ،
ولكي يختبر حضور مريم العذب، والوالديّ في الإلتزام اليوميّ بلبس المسيح يسوع داخليّاً،
وإظهارهُ حيّاً فيه، من أجل خير الكنيسة المقدَّسَة والبشريّة كلّها، على حدّ قول
البابا القدِّيس يوحنّا بولس الثاني. إتَّشح سنة 1877 بثوب الكرمَل المقدَّس، آخذاً إسم
الأخ روفائيل للقدِّيس يوسف، وكان له من العمر 42 عاماً. وقد كتب في هذه المناسبة إلى ذويه:
"تبارك الربّ الذي وضعني تحت السقف المضياف
لإخوة مريم، فها أنا منذ اليوم لم يبق لي سوى عملٍ واحد: أن أكرّس ذاتي ليسوع، وألاّ أبتعد عنه أبداً".
تميّز القدِّيس روفائيل للقدِّيس يوسف، بملامح روحيَّة،
وشخصيَّة متصوِّفة، مستغرقة بالتأمّل والصّلاة من جهّة، وناشطة، وعمليّة، ورسوليّة من جهّةٍ أخرى. فتهافت الناس إلى كرسيّ إعترافه.
إهتمّ بالدعوات الجديدة، وإصلاح الرهبانيَّة الكرمليَّة في بولونيا
التي ضعُفت إبَّان الحروب. عُرِفَ بحبِّهِ وإكرامِهِ الكبير للعذراء
مريم سيِّدة جبَل الكرمَل، فكان يقول: "مريم، دائماً وفي كلّ شيء". كما وأنَّهُ عَمِلَ جاهداً على وحدة المسيحيِّين.
من أقواله: "ما كان لديَّ سوى الصّلاة، أرفعُها لربِّي. فمِنَ المستحيل أن أصوم،
ولا أقوى على العمَل. تبقى لي الصّلاة واحتمال العذاب. ما حصلتُ على كنوزٍ أثمَن من هذه، كما ولا أريد كنوزاً سواها".