Sainte Marie de Jésus Crucifié
ما هو الـحوار الَّذِي جَرَى بين تريزا لِيَسُوع "الأَفيليَّة" ومَريـَم لِيَسُوعَ الـمَصلوب، وَهِي في انـخِطَاف مِن شهر تشرين الثاني 1874؟
(مِن أَرشيف كَرمَل الأراضي الـمُقدَّسَة)
هذه هي بعض الأجوِبَة على أسئلة طُرِحَت عليهَا في لَـحَظَات الإِنـخِطَاف. إِنَّهَا تَعكِسُ مَا اتَّصَفَت بِهِ الأخت الصغيرة القدِّيسَة مريَم ليسوع المصلوب، مِن اتِّزَانِ الفِكرِ وقدرَة على التكيُّف الواعِي وترجيح الرّوح على الـحَرف. لَقَد طُلِبَ إِليهَا يومًا أَن "تَسْتَفِي" الأُمّ القدِّيسَة تريزا ليَسوع "الأفيليَّة" في بعض شؤونِ الـحَيَاةِ الرّهبانيَّة مِن شهر تشرين الثاني عام 1874، وهي في انـخِطَاف، قالوا لـهَا إسأَلِي أمَّنَا القدِّيسَة:
-
إِذَا اضطُرَّت الأُخت الرَّاهِبَة القَيِّمَة على تصريف الأمور الـمَادِيَّة أَن تَخرُج مِنَ الكَنيسَة ربع سَاعَة قبلَ نِهَايَةِ التأَمُّل، هَل يُفرَض عليهَا الشروع في ربع سَاعَة قبلَ الأَوَان؟
- أَجابت الأخت الصغيرة، على لِسَانِ الأمّ القدِّيسَة تريزا لِيَسُوع، وَبِلُغَّتِهَا الفرنسِيَّة الـمُكَسَّرة:
"لا، فعندمَا نُقْبِل كُلُّنَا مَعًا (على الصَّلاةِ والتأمُّل)، فهذا يُرضِي يَسُوع فَيُبَارِك علينَا كُلّنا. والأخت القَيِّمَة إِنَّما تَنسَحِب (مِنَ الكَنِيسَة) بدَافِعِ الـمَحَبَّة لِكَي تُسَاعِد الرَّاهِبَات العَامِلات، فَيَكون كُلُّ شيءٍ جَاهِزًا لـِخِدمَةِ النِّعَاج (الرَّاهِبَات) وَيَسُوعُ يَحسَبُ لـهَا (أَجرًا) وَيُعَوِّضُهَا عنه. لكن يجب الإنتِبَاه بأن لا يُفقَد مِن مِعنى حَيَاتِنَا وَجَوهَرَهَا.
-
هل يَـجوز الـجلوس وقت التأمُّل صَبَاحًا وَمَسَاءً؟
- تقول الأمّ القدِّيسَة تريزا لِيَسُوع: "إِذَا قَامَ بعض الرَّاهِبَات بأَشغَالٍ كَثيرَة، كَمَا هي حَالُ البُستَانِيَّات والبَوَّابَات اللَّواتي يَـجْهَدْنَ كَثيرًا، فَيَجوز لَـهُنَّ الجلوس نصف سَاعَة في مكانـهِنَّ. وأَمَّا الـمبتَدِئَات وَكَافَّة الـجَمَاعَة فَيَجِب عَليهِنَّ الـمُكُوث جَاثِيَات مُدَّةَ السَّاعَةِ كُلِّهَا".
-
ماذا في شَأنِ الرَّاهِبَة الـمُمَرِّضَة؟
- تقول الأمّ القدِّيسَة تريزا لِيَسُوع: "إِنَّهُ يَجِب عليهَا أَن تلاحِظ الرَّاهِبَات دائِمًا، لعلَّهُنَّ يَتَأَلَّمنَ مِن شيء، فَتُحسِن العِنَايَة بِـهِنَّ، ولَكِن مِن غيرِ أَن تَـهتَمَّ لِشؤونِـهِنَّ الرّوحِيَّة وَمِن غيرِ أَن تَطرَحَ عليهِنَّ أَسئِلَة عن حَيَاتهنَّ الشخصِيَّة".
-
هَل يَجوز تقديم الشوكولا والقهوة على مَائِدَةِ الإِفطَار؟
- تقول الأمّ القدِّيسَة تريزا لِيَسُوع: "في الزَّمَن الَّذي فيهِ حَظَّرَ الرؤَسَاء الشوكولا والقهوة، كان هذان الصِّنفَان مِنَ الأَطعِمَة النَّادِرَة والبَاهِظَة الـثَّمَن جِدًّا، ولم يَكُن إِلَّا لِلعُظَمَاءِ حظّ مِنهَا. وأَمَّا اليَوم فَقَد تَبَدَّلَ الوضع، وليسَت الشوكولا والقهوة بأَوفَرِ ثَمَنًا مِن أَي شيءٍ آخَر. ويُسمَح بِهِمَا خصوصًا لِلمَرضَى، وَلَكِن دائِمًا علينا العودة إِلى ينابيع جذور دعوَتِنَا، ومَا تطلبُهُ مِنَّا القوانين".
-
يا أختاه إسألي أُمَّنَا القدِّيسَة، هَل يَجِب الإِحتِفَاظ بالزِيّ الرّهبَانيّ الَّذِي اتَّـخَذتهُ؟
- تقول الأمّ القدِّيسَة تريزا لِيَسُوع: "إِنَّ للثوب الرّهبانيّ مَكَانَة خاصَّة في حَيَاتِنَا الكَرمَليَّة للرَّاهِبَات كَمَا للرّهبان، فَإِنَّنا نلْبَس أَجمَل مَا نَـملِك وهو ثوب أمِّنَا العذراء مريم، وهو ثوبُ رهبَانِيَّتِهَا، علينا الـمحافظة دائِمًا على ارتدائِهِ وَعَدَم التَخلِّي عنه، فهو هَويَّتُنا، كَمَا يجب الـمُحَافَظَة على الزيّ نفسِهِ الَّذِي صَمَّمتُهُ أيضًا للراهبات والرّهبان، وإِنَّـمَا باستِطَاعَتِنَا فَقَط مُرَاعَاة نوعيَّة القمَاش للتكيُّف مَعَ الزَّمَن، دونَ أَي تعديلٍ عليه، أَو تغييره".
-
يَا أُمَّاه مَاذا عَن الـمُصَبَّعْ والحِصِن؟
- تقول الأمّ القدِّيسَة تريزا لِيَسُوع: "علينا أَن نتذكَّر دائِمًا، وأَن لا ننسَى أَبَدًا أَنّنا راهِبَات متأَمِّلات، متوحِّدَات، والـمُصَبَّع هو مَا يَفصِلُنَا عَن العَالم، وَمِن وَرَاءِ هَذَا الـمُصَبَّع، يكون عَالـمُنَا، في حَيَاةٍ جَمَاعِيَّة، مِلؤُهَا الأخوَّة، الوحدة، الصَّلاة، والتأَمُّل مِن أَجل الكَنيسَة، والكَهنَة، وخلاص النّفوس".
-
مَاذا عَن حَيَاة الصَّلاة والتأمُّل؟
- تقول الأمّ القدِّيسَة تريزا لِيَسُوع: "حَيَاتُنَا لا مِعنى لَـهَا دون عيش الصَّلاة والتأَمُّل، فَهُمَا رُكنٌ أَسَاسِيّ، وعلينا الإنتباه دومًا بالعودة إلى ينابيع دَعوَتِنَا، وإِلى آبَائِنَا الأَقدَمِين الَّذي عَاشُوا على جَبَل الكَرمَل في العزلة والصَّلاة. أَنتُنَّ كَمَا الرّهبَان لا مِعَنى لِوجودِكُنَّ وراءَ الـمُصَبَّع دونَ حَيَاةِ الصَّلاة، ولا مِعَنى لِرِسَالَةِ إخوتِكُم الرّهبان إذا غابَت عَنهَا حيَاة الصلاة والتأمّل اليومِيّ في الصَّباح والـمَسَاء".
هذه الأجوبة الكثيرة عن أسئِلة طرحتها الأخت الصغيرة مريم ليسوع المصلوب على القدِّيسَة الكبيرة تريزا ليسوع، وهي في انخطاف. هذه الأجوبة، كَمَا نرى، مأخوذة مِنَ الرؤيَةِ العمَلِيَّة وَمِن اقتِضَاءِ التكيُّف مَعَ الزمَان، بالرّغم من دقَّة المحافظة على الحياة الرّهبانيَّة، ومتطلِّبَاتها، والرّجوع الدَّائِم إِلى ينابيع الرّوح، وأصول التمسُّك بكلّ ما تتطلّبه القوانين.
قالَ الأب غاريغو – لاغرانج، وهو مِن كِبَار رِجَالات اللَّاهوت الصوفي: "هذه الإنخطافات ليسَ لهَا أي مظهر مِن الـمَظَاهِرِ الـمَرَضِيَّة، بل هي شوق، مِن صميم الكَيَان نفسًا وَجَسَدًا، إِلى ما ينكشف لها مِنَ الأَمر الإلهيّ. وهي في غمرة السكينة، استغراق النفس تَجذبُهَا قوَّة خفيَّة خارج نطاق الحِسّ، في إثرِ مشاهَدة واقِعَة في الـمخيِّلة أو في الذِّهن. وينتهي الإنخطاف بالعودة إلى الوضع الطبيعي عودة جدًّا هادِئَة، مع مجرَّد الشعور بالأسف لِغروب الرؤيَا وزوال الفرَح السَّمَاويّ النَّاجِم عنها. هذه الإنخطافات تذكّرنا بانخطافات ملفانة الكنيسةِ الأولى والكبيرة تريزا ليسوع مِن آفيلا / إسبانيا، وغيرها مِن كبار الصوفيِّين في الكنيسَة".
جـميع الـحقوق مـحفوظة لـلموقع الإلكتروني لرهبانيَّة الكرمَليِّين الحفاة في لبنان ©
Saint
Joseph Epoux de la V. Marie
Sainte
Thérèse de Jésus (d’Avila)
Sainte
Thérèse de l’Enfant Jésus de la Sainte Face
Sainte
Thérèse-Bénédicte de la Croix
Sainte
Marie de Jésus Crucifié
Sainte
Elisabeth de la Trinité
Bienheureuse
Thérèse Marie de la Croix
Bhx. Fr.
Marie-Eugène de L'Enfant Jésus