من خواطر القدِّيسَة مريم ليسوع المصلوب الكرمليَّة (2)

• "أيُّها العالم غير المنظور، إبحث عن الله وحده،
  أيُّها العالمُ الواسع، إن نظرتَ، فكُن كأنَّكَ لم تنظُر،
  أيُّها العالمُ النَّائِم، لا تقف أمامَ أيِّ مخلوقٍ كان، فالله وحدهُ هو كلُّ شيء،
  إن تكلَّمتَ، فكُن كأنَّكَ لم تتكلَّم،
  إن سمعتَ، فكُن كأنَّكَ لم تسمَع".
• "كم أرغبُ في أن يكونَ لي قلبٌ أعظمُ من الأرض والبحر، لأحبَّكَ يا ربّ!
  وجدتُ الله في كلِّ شيء، في كلّ موطنٍ، إنَّ الله يحوي الأرض،
  كلُّ موجودٍ في الأرض، يحيا ويتحرَّك في الله، ويحيطُ بهِ الله،
  يا ربّ، إنَّكَ أنتَ هذا الوجود، كثيرون هم الذين يرغبون فيكَ، لكنَّهم عُميان،
  لا يدرون كيف يطلبونك، ولا كيف يرونك، ولا كيف يجدونك، لأنَّ الظلمَات تُعمينا. فأنا أيضاً من هؤلاء العُميان...
• ما أعجبَ يسوع! إلهي أسجدُ لكَ، إنكَ وحدكَ عظيم،
  إني أسجدُ لعظمتكَ وقدرتكَ، أنتَ وحدكَ أهلٌ لأن يعجب منكَ،
  أنظُر إلى يسوع نازلاً على المذبح في وقتِ القداس، فهو ينزلُ على كلام الكاهن،
  آمِن بأنهُ يأتي ليقوتكَ، وإن كنتَ معهُ لا يعوزكَ شيء،
  تعلَّق بيسوع، ولا تنفصِل عنهُ.
• يا ربّ ما أجودكَ في قبضكَ،
  إنَّ نفسي لا تستطيع البقاء دونَكَ في هذه الدنيا،
  "خُذ" قلبي ونفسي، واجعلهما شيئاً واحداً معكَ، لتقدّمهُ إلى الآب الأزلي،
  أين أنتَ يا حبيبي؟ من رأى حبيبي؟ لقد فتشتُ عنهُ فلم أجدهُ،
  إنَّكَ تعلمُ، يا حبِّي، أنَّ الأرضَ كلّها ليست شيئاً. إنَّ ماءَ البحر كلّهِ لا يكفي لريِّ قلبي بدونكَ...
• رأيتُ أمامي حمامة، وفوقها كأس تتدفّق، كأنّ في داخلها ينبوعًا، والذي كان يتدفّق منها كان يسقي الحمامة ويغسلها وفي الوقت عينه، سمعتُ صوتًا كان يخرج من هذا النور العجيب ويقول: "إن أردتِ أن تبحثي عنّي، أن تعرفيني، أن تتبعيني، إستغيثي بالنّور، أي الرّوح القدس. إنه هو الذي يأتي ليشفي المرضى ويوقظ النائمين".
• يا أشجار الرّب، الرّبُ جائع، إن كُنتم حقًّا عرائِسَ الرَّب، أعطوا أخاكـُم حتى اللقمة التي في فمِكُم، ويسوع سيردُّها لكم مضاعفة، ثمّ يُعطيكم الحياة الأبديّة.
• في الكاهن لا أرى إلا الله، لا أبحث عن عِلمْ الكاهِن، ولكن عن فضيلة الله فيه.
• رأيتُ سيدنا يسوع المسيح فقيراً، حزيناً، متألماً وباحثاً عن مأوى. ثم قال لي: «أبحثُ عن مأوىً، عن مسكن، ولا أجد من يقبَلُنِي. وحالما أعطي ذاتي، أُطرد. حتى أنتِ! تطردينني بعض الأحيان من قلبك… آه لو كنتُ أجدُ شخصاً لا يحاول أن يعمَل إلا لمجدي، لكنتُ أفعل له كلّ شيء…».
• رجائي فيكَ يا ربّ، أنظر إلى ضعفي وشقائي، أنتَ وحدَكَ قوَّتي.
• سامحني يا إلهي! أنتَ وحدكَ، أنتَ وحدكَ… يسوع غير معروف، يسوع غير محبوب…
  يتركُ الناس الخبز الأبيص، ويأخذون عوضاً عنه الخبز الأسود. يا للحزن، إنهم يأكلون الخبز الأسود.
  كيف يتعلَّقُ الإنسان بأعمَال الله ولا يتعلَّقُ به هو؟
  أنتَ وحدكَ، أنتَ وحدكَ يا إلهي!…
  الخبز الأبيض هو الله، والخبز الأسود هو الخلائق.