• مهمَّتي في السماء، هي أن أجذب النفوس بمساعدتها على الخروج من ذواتها حتى تلتصق بالله. هناك من بحثَ عنّي، وهناك من أحبّني، هذا ما هو حقيقي، الباقي كلّه ليس كذلك. بما أّنه هناك فلنمكُث برفقته كالصديق بالنسبة إلى الذي يحبّه.
• "... بالنسبة إليَّ، لقد وجدتُ سمَائي على الأرض، في عزلتي العزيزة بالكرمَل، وحيث أنا وحدي مع الله وحده. أقومُ بكلِّ شيء معهُ، كذلكَ أذهبُ إلى كلِّ شيء بفرحٍ إلهي؛ أجدُ كلّ عمل طيباً ولذيذاً، فأن أكنِّس وأشتغل وأتضرع، فذلكَ سواء عندي، لأنني أرى مُعلِّمي في كل مكان!".
• تسبحة المجد هي نفسٌ تقيم في الله، وتحبّه حباً خالصاً ومجرَّداً، من دون أن تبحث عن ذاتها وسط عذوبة هذا الحبّ؛ وتحبّه فوق عطاياه كلِّها، حتى ولو لم تكن قد نالت منه شيئاً، وترغب في خيرِ مَن تكنّ له مثل هذا الحبّ.
• كلّ نفس في السماء هي تسبحةُ مجدٍ للآب والابن والروح القدس، لأن كلَّ نفسٍ ثابتة في الحب الخالص لا تحيا بحياتها الذاتية على الإطلاق، بل تحيا بحياة الله.
• أجل يا يسوع إني أغار على محبَّتك وأنا أحبك الى حدّ أظن أحياناً اني سأموت بهذا الحب، فحياتي كلها تكون تعويضاً، أنا مستعدة لكي احتمل كلَّ ألم.
• الكرمليّة نفسٌ مبذولة، ذبيحة لمجد الله، مع مسيحها هي مصلوبة لكنَّ جلجتها، آه كم هي منوَّرَة! بنظرها إلى الذبيحة الإلهيّة انبثقَ نور في نفسها، وبفهمها رسالتها الفائقة، صرخ قلبها المجروح: هاءَنذا!
• أنْ نُحِب هو أنْ نقتدي بمريَم وهي تمجِّد عظمة الرَّبّ في حين أنّ روحها المُبتهجة كانت تُرتّل نشيدها للرَّبّ، هدفكِ أيتها العذراء الأمينة كان الإمّحاء لأنّ يسوع، الشعاع الأزليّ يحتجب في الإتضاع، إنّه دائمًا بالتواضع روحكِ تعظمهُ.
• تسبحة المجد، هي نفسٌ تحبّ الصمت، وتكون مثل كنّارةٍ تحت لمسة الروح القدس السريّة لكي تُخرِج منها نغمات إلهيّة؛ وتعرف أنّ الألم وترٌ يُصدِر أصواتًا أكثر جمالاً؛ فتحبّ أنْ ترى هذا "الوتر" في آلتها لكي تحرّك بمزيدٍ من العذوبة قلبَ إلهها.
• إلهي، يا ثالوثي الذي أعبده، ساعدني على نسيان ذاتي كليًّا لأستقرَّ فيك في سكون وهدوء، كما لو كانت نفسي منذ الآن في الأبديّة! يا من لا يخضع للتغيّر، لا تدع شيئًا يعكّرُ سلامي أو يُخرجني منك. بل فلتَحْمِلْني كلُّ دقيقة بعيدًا جدًّا في أعماق سرّك...
• الثالوث الأقدس، هو مسكننا، بيتنا الخاص بنا، البيت الأبويّ الذي يجب علينا ألاَّ نخرج منه أبدًا.
• كل يوم: أتمثَّلُ به في موته. ذاك هو ما يُلاحقني، ما يعطي القوة لنفسي في آلامي. لو تعرف أيّ فعل هدم أشعره في كل كياني؛ إنّه درب الجلجلة قد انفتحَ، وأنا سعيدةٌ في تسلّقه كما العروس عن يمين المصلوب الإلهيّ...
• أنا أيضًا، أُريد أن أكون قدّيسة كي أحقِّق غبطته، "هذه دعوتي". لنستيقظ في الحبّ لنستسلم كلَّ يوم للحُبّ، يعني أن نفعلَ مشيئة الله، تحت نظره، "معه" فيه ولأجلهِ وحدهُ.
• ما تنطق به السماوات هو مجد الله. وبما أنَّ نفسي سماء أعيش فيها بانتظار أورشليم العليا، فيجب على هذه السماء أن تنطق هي أيضًا بمجد الله السرمديّ وحده.
• حين تعرُض لنا آلام عظيمة جدًا أو تضحية ضئيلة جدًا، آه، لنفكّر فورًا في أنَّ هذه الساعة "هي ساعتنا"، الساعة التي سنبرهن فيه عن محبَّتنا للذي "أحبَّنا حبًا شديدًا".
